أصدرت محكمة بريطانية حكماً بالسجن المؤبد بحق "زينهاو زو"، طالب دكتوراه صيني يبلغ من العمر 28 عاماً، أدين باغتصاب عشر نساء على الأقل وتخديرهن وتصوير اعتداءاته عليهن. وحددت المحكمة حداً أدنى للعقوبة يبلغ 24 عاماً، في واحدة من أكثر القضايا الجنسية الصادمة التي شهدتها بريطانيا مؤخراً، لما اتسمت به من تخطيط منهجي واستغلال متكرر للضحايا.

وتشير التحقيقات إلى أن المتهم، الذي كان يدرس في جامعة كوليدج لندن، استخدم اسماً مستعاراً هو "باكو" لاستدراج ضحاياه من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المواعدة. وكان يدعو النساء إلى شقته الفاخرة جنوب شرق لندن، حيث كان يقدم لهن المشروبات المخلوطة بالمواد المخدرة، ثم يعتدي عليهن جنسياً، ويوثق الأفعال بكاميرا هاتفه المحمول.

لم تتوقف جرائم زو داخل بريطانيا، إذ أظهرت الأدلة أنه ارتكب اعتداءات مماثلة أيضاً في الصين. وخلال المحاكمة، تم الكشف عن مقتنيات شخصية تعود لبعض الضحايا احتفظ بها المتهم كـ"تذكارات"، مثل أحمر شفاه وأقراط، ما يعكس سلوكاً مضطرباً ومخيفاً. وأكدت المحكمة أن زو كان يتحرك بثقة داخل دائرة اجتماعية ميسورة مادياً، واستغل هذا الوضع في التمويه والإفلات من الشبهات لفترة طويلة.

وقد تواصلت 24 امرأة مع شرطة لندن بعد النطق بالحكم، ما يفتح الباب لاحتمال وجود عدد أكبر من الضحايا لم تُعرف هويتهن بعد. وأثارت القضية صدمة كبيرة في الأوساط التعليمية والقضائية، وسط مطالب بتعزيز الرقابة على الجرائم الإلكترونية التي تبدأ عبر الإنترنت وتنتهي بجرائم اعتداء حقيقية.

القاضية روزينا كوتيدج وصفت المتهم بأنه "مفترس جنسي بارد" استهان بالضحايا، مؤكدة أن آثار ما فعله ستبقى محفورة في نفوس النساء اللاتي تعرضن له. كما ناشدت الشرطة أي ضحية أخرى تعتقد أنها تعرضت لاعتداء مماثل بالتقدم للإبلاغ، مؤكدة أن التعامل سيكون في كنف السرية والاحترام الكامل.