نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جبل الموتي... قصة حضارة تنبض بالحياه في سيوة, اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 01:52 مساءً
"السياح": هنا نشعر أن التاريخ مازال يتنفس
هنا. لا تكتفي الأرض بالرمال. بل تزرع في الزائر دهشة. وفي قلبه توقًا للعودة. فكل خطوة علي سفح الجبل. وكل نظرة داخل مقبرة. هي قراءة في فصول من التاريخ المشترك بين المصريين واليونانيين. بين الفراعنة والبطالمة. بين الإنسان والخالد.
يبعد "جبل الموتي" نحو كيلومترين فقط من مركز سيوة. وهو جبل مخروطي الشكل يرتفع نحو 50 مترًا. ويضم مئات المقابر المنحوتة بشكل دقيق في صخور من الحجر الجيري. تشبه في تنسيقها خلية النحل.
وقد تم اكتشافه مصادفة عام 1944 أثناء الحرب العالمية الثانية. حين احتمي به أهالي سيوة من القصف. ليكتشفوا لاحقًا أن الجبل يخفي بين طياته واحدة من أغرب الجبانات في مصر.
ويقول محمد جيري. مدير مكتبة مصر العامة بسيوة:"جبل الموتي ليس مجرد موقع أثري. بل كتاب مفتوح مكتوب بالحجر والنقوش. طريقة نحت المقابر وأسلوب تزيينها مزيج نادر بين الفن المصري القديم والفن الإغريقي. مما يعكس تلاقي ثقافات متعددة في بقعة واحدة."
يضم الجبل عددًا من المقابر الفريدة. من أبرزها مقبرة "سي أمون" التي تعود لأحد الأثرياء الإغريق الذين اعتنقوا الديانة المصرية القديمة ودفنوا وفق طقوسها. وتزدان جدران المقبرة بنقوش ملونة. منها رسم الإلهة "نات" تحت شجرة الجميز.
أما "مقبرة التمساح". فهي أكثر غموضًا. وتحمل نقوشًا لتمساح أصفر يرمز للإله "سوبيك". وتضم ثلاث حجرات محفورة بدقة تشبه الكهوف.
وفي "مقبرة ثيبر باثوت". تدهش الزائر النقوش المصبوغة باللون الأحمر. الذي ما زال يُستخدم في الأواني الفخارية حتي اليوم في سيوة. ويعلو غرفة الدفن تابوت حجري يروي صمت الأبدية.
وقال الشيخ عمر راجح. أحد أعيان سيوة والناشط في العمل المجتمعي:"كل مرة نزور فيها جبل الموتي نشعر بالفخر والانتماء. لم يكن أجدادنا يدفنون موتاهم فقط. بل يخلدونهم في معمار وفن لا يزول. نحن أمام حضارة دفنت أبناءها بالكرامة والجمال."
وعند صعود الجبل. ينكشف مشهد بانورامي ساحر لواحة سيوة. حيث تتداخل أشجار النخيل مع الرمال الذهبية. ومياه الآبار تلمع كجواهر في قلب الصحراء. إنها لحظة تأمل. يشعر فيها الزائر أن سيوة ليست فقط موطنًا للحياة. بل موطنًا للذاكرة المتقدة.
وأكد اللواء خالد شعيب محافظ مطروح أن جبل الموتي أصبح نقطة جذب رئيسية ضمن الخريطة السياحية العالمية. خاصة مع تزايد توافد السياح من مختلف الجنسيات علي سيوة.
وقال المحافظ:"الزائرون يبدون انبهارهم الشديد بما تحويه سيوة من آثار وحضارة. ويحرصون علي التقاط الصور التذكارية وسط المقابر التاريخية. ويؤكدون أن مصر بلد الأمن والأمان. ويعودون إليها كل مرة لأنهم يشعرون فيها بالراحة والدهشة والجمال."
أكد السياح أن سيوة تجربة لا تُنسي.. ومصر أم الدنيا بحق قال سائح ألماني: "جئت مدفوعًا بالفضول. لكنني وجدت كنزًا حيًا بين الصخور. هذه حضارة لا تموت."
وأكد سائح من إيطاليا: " سيوة كانت حلمًا.. والمقابر هنا تحكي أكثر مما قد تقوله الكتب."
وقالت سائحة فرنسية: " مصر ليست مجرد وجهة.. إنها رحلة في الزمن. إلي الجذور."
وقال سائح ياباني: " مصر ليست فقط بلد الحضارة. بل بوابة لفهم تاريخ الإنسان."
في قلب سيوة. يقف جبل الموتي شاهدًا علي أن الموت ليس نهاية. بل بداية أخري في ذاكرة حضارة لا تعرف الفناء. هنا. التاريخ لا يُروي فحسب. بل يُلمس ويُشاهد ويُعاش.
ومع كل زائر جديد يلتقط صورة أو يتأمل نقشًا. تبدأ قصة جديدة.. تضاف إلي سجل لا ينتهي من الدهشة.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق