نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في المكتب البيضاوي .. ترامب يحول البروتوكول الدبلوماسي إلى ساحة إعدام سياسي, اليوم السبت 31 مايو 2025 05:41 صباحاً
لقاءات رسمية تتحول إلى ساحات ضغط .. شهد المكتب البيضاوي في البيت الأبيض مشهدًا غير معتاد هذا الشهر، حين استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الجنوب أفريقي سيريل رامابوزا في لقاء وُصف بأنه متوتر وعاصف، أعاد إلى الأذهان المشهد الشهير لاستقبال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل شهرين، والذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الدبلوماسية والإعلامية حول العالم.
اللقاء الذي بدا للوهلة الأولى بروتوكولياً تحول إلى مواجهة حادة، بعدما اتهم ترامب الحكومة الجنوب أفريقية بالفشل في حماية المزارعين البيض، مشيراً إلى ما وصفه بـ"إبادة" يتعرضون لها، وهي تهمة صادمة أثارت استياء واسعاً في الداخل الجنوب أفريقي، خصوصاً وأن الرئيس رامابوزا كان يسعى لترميم العلاقة مع واشنطن، على خلفية مواقف بلاده من ملفات حساسة مثل دعم غزة، والانحياز في قضايا المحكمة الدولية.
الكاميرات أداة ترامب الجديدة في الضغط
ما حدث لم يكن مجرد لقاء عابر، بل مشهد مدروس بعناية، حيث استخدم ترامب شاشات عرض وصوراً ومقاطع فيديو لإثبات اتهاماته، ما اعتبره مراقبون بمثابة "كمين سياسي" تم نصبه لضيوفه أمام عدسات الصحفيين، في قاعة يُفترض أن تكون مغلقة وحميمة ترمز إلى السيادة الرئاسية.
الصحفية ناديا البلبيسي، مديرة مكتب قناة العربية في واشنطن، وصفت ما جرى بأنه "تسييس كامل للمكان"، مؤكدة أن المكتب البيضاوي لم يعد مجرد مقر للقاءات الدبلوماسية، بل أصبح ساحة استعراض قوة يستخدمها ترامب لتوجيه رسائل سياسية علنية، وحتى لإحراج رؤساء الدول أمام العالم.
رؤساء يستعدون للمواجهة بدلاً من التفاوض
من اللافت أن الرئيس رامابوزا بدا مستعداً للموقف، إذ أحضر معه وزير الزراعة وأحد أبرز رموز رياضة الغولف في بلاده، في محاولة رمزية لنفي تهمة التمييز العرقي، إلا أن هذه التحضيرات لم تكن كافية لتفادي التصعيد، بحسب متابعين، خصوصاً أن ترامب صمم على التمسك بروايته عن وجود "إبادة" ضد المزارعين البيض، رغم دحض وكالات الأنباء لصحة الصور والفيديوهات التي عرضها.
هل يتحول المكتب البيضاوي إلى ساحة إعدام سياسي؟
التساؤل الذي يطرحه البعض اليوم: هل أصبح المكتب البيضاوي "مكتب الجلد أو الإعدام السياسي" كما وصفته البلبيسي؟ وهل تحولت الدعوة إلى البيت الأبيض من فرصة دبلوماسية إلى مغامرة سياسية محفوفة بالمخاطر؟ هذه التحولات أثارت قلقاً واسعاً من أن تتحول اللقاءات الرسمية إلى وسيلة دعائية بحتة لإحراج الخصوم السياسيين أو الدول الحليفة، خصوصاً أن ترامب معروف بأسلوبه الشعبوي وقدرته على تحويل النقاش السياسي إلى جدل جماهيري.
رمزية المكان وأثره النفسي
المكتب البيضاوي، الذي طالما مثل رمزاً للرئاسة الأمريكية وهيبة الدولة، بات يستخدم بأسلوب شخصي يعبّر عن هوية الرئيس الجالس فيه، فكل رئيس يغيّر بعض التفاصيل في الديكور لإيصال رسائل رمزية، وترامب لم يكن استثناءً، فقد أزال تمثال مارتن لوثر كينغ، رمز المساواة، وأعاد زر طلب "الدايت كوك"، وأعاد ترتيب المشهد الداخلي بما يخدم صورته وشخصيته.
هل تصبح هذه الظاهرة قاعدة مستقبلية؟
رغم قوة تأثير هذا النهج، إلا أن المحللين السياسيين، مثل وسام كيروز، يرون أنه من المستبعد أن يعتمد الرؤساء القادمون الأسلوب ذاته، فترامب يُعد ظاهرة سياسية غير تقليدية، ولا يُتوقع أن يحذو خلفاؤه ذات الحذو، باستثناء من يسيرون على خطه داخل الحزب الجمهوري.
أثر ذلك على علاقات أمريكا الدولية
ختاماً، فإن هذا التغيير في بروتوكول اللقاءات الرئاسية قد تكون له تداعيات دبلوماسية عميقة، فالدول أصبحت تنظر بقلق إلى الدعوات القادمة من البيت الأبيض، وتدرس مواقفها جيداً قبل المشاركة في لقاءات قد تتحول إلى مواجهات إعلامية أكثر منها دبلوماسية، في ظل سياسة جديدة تتسم بالعلنية والمفاجآت، وتسعى لإعادة تعريف مفاهيم النفوذ والهيبة بأسلوب غير مألوف.
المكتب البيضاوي، دونالد ترامب، سيريل رامابوزا، البيت الأبيض، المزارعين البيض، جنوب أفريقيا، السياسة الأمريكية، زيلينسكي، إيذاء دبلوماسي، كاميرات المكتب البيضاوي، ترامب والمزارعين البيض، لقاءات ترامب الرسمية، أسلوب ترامب السياسي، رمزية المكتب البيضاوي، ترامب وجنوب أفريقيا، العلاقات الأمريكية الأفريقية، ضغوط دبلوماسية
0 تعليق