صيدا بين التغيير والثبات: قراءة في نتائج الانتخابات البلدية وانعكاساتها السياسية

الفن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صيدا بين التغيير والثبات: قراءة في نتائج الانتخابات البلدية وانعكاساتها السياسية, اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025 05:14 صباحاً

شهدت مدينة صيدا انتخابات بلدية حامية، عكست التحولات السياسية في المدينة، وأظهرت تراجع بعض القوى التقليدية مقابل صعود أخرى. فكيف يمكن قراءة هذه النتائج؟ وما هو تأثيرها على الانتخابات النيابية المقبلة؟.

لطالما كان تيار المستقبل لاعبًا أساسيًا في المشهد السياسي الصيداوي، إلا أن الانتخابات الأخيرة أظهرت تراجعًا في حضوره، حيث لم يتمكن من فرض سيطرة مطلقة على المجلس البلدي الجديد، كما أنه لم يتمكن من إبراز هيمنته على الشارع السنّي في المدينة على غرار ما فعل في مدينة بيروت، رغم ذلك، لا يمكن اعتبار هذا التراجع نهاية نفوذه، بل ربما يكون بداية لإعادة التموضع استعدادًا للانتخابات النيابية المقبلة، خاصة مع تصريحات النائبة السابقة بهية الحريري التي أكدت أن التيار سيعود بقوة في الاستحقاقات القادمة، علماً أن أحداً لا يمكنه التكهن بمصير مشاركة تيار المستقبل بالإنتخابات النيابية المقبلة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لكن جمهوره سيكون له حضوره، ويمكن لمن يتحالف معه نيابياً أن يرفع من قيمة لائحته.

صعود سعد والزعامة!؟

النائب أسامة سعد، الذي يمثل التيار الوطني العروبي في المدينة، استطاع تحقيق مكاسب واضحة في الانتخابات البلدية، حيث دعمت القوى التغييرية لائحته "نبض البلد"، ما عزز موقعه السياسي، وهذا الصعود قد ينعكس إيجابًا على حظوظه في الانتخابات النيابية المقبلة، خاصة إذا تمكن من توسيع قاعدته الشعبية واستقطاب المزيد من الناخبين المستقلين، لكنه يبقى بحاجة إلى تحالف مسيحي قوي يمكن لائحته من الوصول إلى الحاصل ويزيد عليه، ولكن في هذه الانتخابات تمكّن سعد من تثبيت نفسه كقوة انتخابية صيداوية.

الجماعة... تثبيت وتراجع

رغم محاولات الجماعة الإسلامية للحفاظ على وجودها السياسي، إلا أن نتائج الانتخابات أظهرت تراجعًا في نفوذها مقارنة بالاستحقاقات السابقة، وهو قد يكون مؤشرًا على ضعف قدرتها على استقطاب الناخبين الجدد، أو ربما نتيجة لتغير المزاج الشعبي في المدينة. ومع ذلك، لا تزال الجماعة لاعبًا مهمًا في المعادلة السياسية، وقد تسعى إلى تعزيز حضورها عبر تحالفات جديدة قبل الانتخابات النيابية، علماً أنّها تعرضت إلى هجوم انتخابي سياسي مبنيّ على موقفها من عملية طوفان الأقصى، وتعرضت لاتهامات على أنها حليفة حزب الله وذلك في محاولة لشدّ العصب الانتخابي ضدها، إلا أنها تمكنت بلعبة انتخابية ذكية من ترشيح عدد من المقربين إليها على متن أكثر من لائحة، والتصويت لهم أيضاً وإيصالهم إلى المجلس البلدي، فالمرشح الذي حاز على أكبر عدد من الأصوات في المدينة هو أحد هؤلاء.

انعكاسات على الاستحقاق النيابي

الانتخابات البلدية في صيدا لم تكن مجرد استحقاق محلي، بل شكلت اختبارًا للقوى السياسية قبل الانتخابات النيابية المقبلة. فالتراجع النسبي لتيار المستقبل، وصعود أسامة سعد، كلها عوامل ستؤثر على التحالفات السياسية والاستراتيجيات الانتخابية في المرحلة القادمة. ومن المتوقع أن تشهد المدينة تحركات سياسية مكثفة لإعادة ترتيب الأوراق، خاصة في ظل التغيرات التي طرأت على المزاج الشعبي.

ما حدث في الانتخابات البلدية في صيدا ليس مجرد تبدل في الأسماء، بل هو مؤشر على تحولات سياسية أعمق قد ترسم ملامح المشهد الانتخابي النيابي المقبل. ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن القوى التقليدية من استعادة نفوذها في المدينة على غرار ما حصل في غالبية المدن؟.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق