عيد الأضحى في المحافظات… طقوس تنهل من أصالة الماضي وقيم الأجداد 

الوكالة العربية السورية للأنباء 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عيد الأضحى في المحافظات… طقوس تنهل من أصالة الماضي وقيم الأجداد , اليوم السبت 7 يونيو 2025 10:19 مساءً

دمشق-سانا

عيد الأضحى المبارك في سوريا مناسبة دينية واجتماعية، يتداخل فيها الطقس الديني مع تقاليد شعبية وعائلية متجذرة، تمتد من دمشق وحلب وحمص إلى الساحل والبادية والجزيرة السورية.

وتتمثل الأبعاد الدينية لعيد الأضحى، الذي يأتي في العاشر من ذي الحجة، من خلال إحياء ذكرى قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل، ويتضمن أداء صلاة العيد وذبح الأضحية، التي توزع على الأقارب والفقراء، كما تقام الصلاة في أول أيام العيد بالساحات العامة والمصليات، وتكون الصلاة مصحوبة بخطبة تدعو إلى الرحمة وصلة الرحم والدعاء لحجاج بيت الله الحرام.

تقاليد العيد في دمشق..

في الماضي كانت التحضيرات تبدأ قبل العيد بأيام حيث تحضر ربات البيوت “المعمول” و”الغريبة” وأقراص العيد،  أو يتم شراء الحلويات الدمشقية العريقة، بحسب الوضع المادي، وتشتري السيدات الملابس الجديدة لأفراد العائلة والتي تشمل “من البابوج للطربوش” كما يقال في المثل الشعبي، ويجتمع الرجال في سوق القَصابين الذي كان موقعه في السوق العتيق لشراء الأضاحي.

في صباح العيد كانت التكبير والتلبية تملأ أرجاء المدينة، وبعد أداء الصلاة كان الناس يتبادلون التهاني في الشوارع، والأطفال يذهبون في جولات “العيدية” ليطرقوا أبواب الأقارب ويتلقوا النقود والحلوى.

أما اليوم، فرغم تغير بعض المظاهر بفعل التكنولوجيا والأوضاع الاقتصادية، إلا أن روح العيد وأصالته باقية، ولكن الزيارات أصبحت أقصر والتهنئات تقتصر في بعض الأحيان على الجوال ووسائل التواصل الاجتماعي، لتذكرنا رائحة القهوة المرة والمعمول التي تعبق في البيوت والحارات، بأصالة الماضي.

العيد في المحافظات السورية…

في حلب: ما زال البعض يحافظ على “العتبة الحلبية” صباح العيد، حيث يزورون المقابر قبل الصلاة، وبعد ذبح الأضاحي تُعد أطباق “اليبرق بلحم الخروف الطازج” و”الكبة النية”.

في حمص: تستمر زيارة الأقارب على مدار ثلاثة أيام، ويتم تحضير حلويات مثل “الشعيبيات”، وتقام جلسات الزجل والغناء الريفي في بعض القرى.

في اللاذقية وطرطوس: يُذبح “التيس الجبلي” في بعض القرى الساحلية وتقام “العتبة” أيضاً، مع أجواء احتفالية تشمل دبكات شعبية ومآدب جماعية.

في دير الزور والرقة: كانت الاحتفالات تفتتح بأداء “العراضة الشامية” أو “النهودة البدوية” في بعض القرى، وغالباً ما تقدم “الكبسة” و”اللحم بعجين” بعد نحر الأضاحي.

فلكلور العيد الشعبي…

يرتبط عيد الأضحى السوري بالعديد من المظاهر الفلكلورية، وفي مقدمتها الأهازيج والتكبيرات، حيث كانت الجدات تغني للأطفال أغاني مخصصة للعيد مثل:

“يا عيد أهلًا وسهلاً… جبت المعمول وحب الهال”، “بكرا العيد ومنعيد..ومندبح بقرة السيد”.

ولا يزال اللباس التقليدي في بعض المناطق علامة جامعة لكبار السن، حيث يرتدون “الجلابية” أو “العبي” خلال زيارات العيد.

وتتقاطع جميع المحافظات السورية في موضوع الألعاب الشعبية، حيث يلعب الأطفال “الدوامة” و”الحجلة” في الشوارع رغم تراجعها بعض الشيء، بعد أن فرضت الألعاب الإلكترونية نفسها بقوة على أمزجة وخيارات الأطفال.

ومع الظروف الاقتصادية والتهجير والنزوح جراء الحرب التي فرضها النظام البائد على الشعب السوري، شهدت طقوس العيد بعض التغييرات إلا أن السوريين داخل وخارج الوطن يحرصون على إحياء هذه المناسبة ولو بوسائل بسيطة، كما تعزز دور العيد ليكون مناسبة للترحم على الشهداء، وتفقد أحوال الفقراء، وتعزيز التضامن بينهم.

ويبقى عيد الأضحى في سوريا رمزاً لوحدة الأسرة وعمق الروح الدينية والإنسانية مهما تبدلت الظروف، وفي هذا العيد، تتجدد الدعوات بالفرج والسلام، وتبقى التقاليد رابطاً يربط بين الأجيال وذاكرة الوطن.

تابعوا أخبار سانا على التلغرام والواتساب
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق