الذكاء الاصطناعي يقضي على الوظائف : هل ستكون مهنتك التالية في الخطر ؟

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذكاء الاصطناعي يقضي على الوظائف : هل ستكون مهنتك التالية في الخطر ؟, اليوم الأحد 8 يونيو 2025 02:15 صباحاً

الذكاء الاصطناعي يقضي على الوظائف : هل ستكون مهنتك التالية في الخطر ؟

نشر بوساطة حمزة بن خليفة في تونس الرقمية يوم 07 - 06 - 2025

arrakmia
تشهد ثورة الذكاء الاصطناعي تقدّمًا متسارعًا على جميع الجبهات. فهي تعيد تشكيل طريقة العمل داخل المؤسسات والإدارات من خلال الأتمتة وإعادة توزيع المهام.
تحوّل جذري يثير قلقًا متزايدًا لدى فئة الشبان حديثي التخرج وكذلك في الأوساط الجامعية، حيث يلوح في الأفق خطر كبير: تكوين كفاءات مهددة بالبطالة خلال ثلاث إلى خمس سنوات إذا لم يتم تدارك الوضع.
مهن كاملة مهددة بالأتمتة
أدّت الطفرة في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT، وGitHub Copilot، وMidjourney، وClaude إلى زعزعة المعايير التقليدية في سوق العمل. كثير من الوظائف، خصوصًا تلك التي تعتمد على المهام المتكررة أو المهيكلة، أصبحت مهددة بالزوال :
* مختبرو البرمجيات اليدويون، يتم استبدالهم بأدوات اختبار آلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
* المطورون الجدد، باتوا في منافسة مباشرة مع أنظمة قادرة على كتابة كتل برمجية كاملة، وأحيانًا تطبيقات متكاملة.
* مدخلو البيانات، المترجمون، موظفو الاستقبال، محررو المحتوى وفق معايير تحسين محركات البحث، والمساعدون المحاسبون، استُبدل الكثير منهم بأدوات مثل Jasper وNotion AI وQuickBooks المؤتمتة.
ووفقًا لعدة دراسات دولية (منظمة التعاون والتنمية، ماكينزي)، فإن نحو 45٪ من المهام المهنية الحالية قابلة للأتمتة خلال السنوات العشر القادمة، مع مؤشرات واضحة ستبدأ بالظهور اعتبارًا من سنة 2025.
الوظائف المفقودة أكثر من تلك المحدثة... في الوقت الراهن
صحيح أن الذكاء الاصطناعي يخلق وظائف جديدة (مثل مهندس التوجيهات، مدرب الذكاء الاصطناعي، خبير أخلاقيات الخوارزميات…)، لكن عددها لا يزال ضئيلاً مقارنة بحجم الوظائف التي يتم الاستغناء عنها.
في قطاع البرمجة مثلاً، يمكن لشركة كانت توظف 10 مطورين مبتدئين أن تكتفي اليوم باثنين من المطورين المخضرمين المدعومين بأدوات مثل Copilot.
مثال ملموس: قامت شركة ناشئة تونسية متخصصة في التجارة الإلكترونية بتقليص فريقها المكلف بالمحتوى إلى النصف، بفضل أداة ذكاء اصطناعي للكتابة. وظيفة "مدير مجتمع مبتدئ" تم الاستغناء عنها لصالح موظف متعدد المهارات يتقن أدوات الأتمتة.
الجامعات مطالبة بالتحرك العاجل
أمام هذه الموجة التقنية المتسارعة، بات من الضروري أن تعيد الجامعات والمدارس الهندسية النظر في مناهجها الدراسية. الاستمرار في تكوين خريجين دون تعديل البرامج يعادل "إنتاج عاطلين بالجملة".
ما هي الإصلاحات المطلوبة؟
إدماج الذكاء الاصطناعي في جميع التخصصات التقنية
* تعليم استخدام أدوات مثل GitHub Copilot، وLangChain، وواجهات برمجة تطبيقات OpenAI.
* تعليم كيفية التصميم بالتعاون مع الذكاء الاصطناعي، لا ضده.
تعزيز المهارات الإنسانية غير القابلة للأتمتة
* الإبداع، الأخلاقيات، إدارة المشاريع، والاتصال البيني.
* القدرة على حل المشكلات المعقدة والتفكير النقدي.
التكوين في المهن الناشئة
* أمن الذكاء الاصطناعي، حوكمة البيانات، تصميم التطبيقات الهجينة بين الإنسان والآلة.
* مدربو ذكاء اصطناعي للمؤسسات الصغيرة، ومساعدو التحوّل الرقمي.
تعزيز الثقافة الرقمية الشاملة
حتى في التخصصات غير التقنية، يجب إدراج الذكاء الاصطناعي كمكون أساسي من مكونات العصر الرقمي، شأنه شأن اللغة الإنجليزية أو المهارات المكتبية.
سباق ضد الزمن لتجنّب جيل ضائع
إذا لم يتم التحرك بسرعة، فإن تونس وغيرها من الدول النامية قد تُنتج خريجين لا يمتلكون المؤهلات المطلوبة في السوق العالمية. أما المؤسسات، فستدير ظهرها لهؤلاء، مما يفاقم معدلات البطالة المحلية.
السنوات الثلاث المقبلة ستكون حاسمة. ينبغي استغلال هذه الفترة من أجل:
* تعديل الإطارات المرجعية الجامعية،
* تدريب الأساتذة على أدوات الذكاء الاصطناعي،
* ومساعدة الشباب على التوجّه نحو تخصصات مرنة يصعب استبدالها بالآلات.
نحو ميثاق جديد بين التكوين والتشغيل؟
في ظل هذا التحول العميق، تبرز الحاجة الملحة إلى إطلاق حوار بين الدولة، الجامعات، المؤسسات والشباب. لأن الذكاء الاصطناعي، وإن كان يقضي على بعض الوظائف، إلا أنه سيكافئ مستقبلاً الكفاءات القادرة على استخدامه بذكاء.
التحدي الحقيقي لا يكمن في مقاومة الذكاء الاصطناعي، بل في تكوين جيل شاب قادر على التحكم فيه، تأطيره، وتطويره.

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق