شهدت الأسواق العالمية اليوم الأربعاء ارتفاعًا لافتًا في أسعار الذهب، حيث قفز سعر الأوقية إلى 3302 دولار أمريكي، مقتربًا من أعلى مستوى له خلال الأسبوعين الماضيين. ويأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بمكاسب تجاوزت نسبتها 2%، مستفيدًا من حالة الاضطراب التي تشهدها الساحة الدولية، بالإضافة إلى ضعف الدولار الأمريكي، الذي عادة ما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين.

تقارير عن هجوم محتمل على إيران تشعل الأسواق

ساهمت تقارير صحفية تشير إلى احتمال تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي لهجوم على منشآت نووية داخل إيران في زيادة التوتر الجيوسياسي، مما أثار المخاوف بشأن اندلاع مواجهة عسكرية في منطقة شرق إيران. وتوقعت تقارير أمنية أن هذا النوع من التحركات قد يدفع إيران إلى تنفيذ ردود انتقامية، وهو ما يعزز من اتجاه المستثمرين للبحث عن الملاذات الآمنة مثل الذهب.

تصريحات غامضة من الولايات المتحدة بشأن الصراع الروسي الأوكراني

تزامن ذلك مع مؤشرات على تغير في الموقف الأمريكي من الحرب في أوكرانيا، إذ ألمح الرئيس الأمريكي إلى احتمال تراجعه عن لعب دور الوسيط في النزاع الممتد منذ ثلاث سنوات، بالرغم من الإشارات السابقة إلى دعمه لمفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار الفوري بين روسيا وأوكرانيا. وقد أثار هذا الغموض شكوكًا حول مصداقية الالتزام الأمريكي تجاه الأزمات الدولية، وهو ما دفع المستثمرين إلى تعزيز استثماراتهم في الذهب.

الدولار يتراجع وسط تحذيرات من وكالات التصنيف الائتماني

في الجهة الأخرى، ساهمت أزمة الثقة المحيطة بالاقتصاد الأمريكي في تراجع الدولار، لا سيما بعد أن خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تقييمها للولايات المتحدة بسبب تصاعد مستويات الدين العام. كما زادت المخاوف بشأن مستقبل السياسات الاقتصادية الأمريكية، خصوصًا مع اقتراب تصويت هام على تعديلات ضريبية كبيرة، ما جعل الأسواق أكثر ترددًا وأقل استقرارًا.

الذهب يربح من ضعف الدولار وقلق المستثمرين

ضعف الدولار الأمريكي ساهم بشكل مباشر في تعزيز مكانة الذهب كأصل آمن، حيث يصبح شراء الذهب أكثر جذبًا للمستثمرين في الأسواق العالمية. هذا إلى جانب السياسات الجمركية الغامضة وعدم اليقين الاقتصادي العام، ما دفع بأسعار الذهب إلى مستويات لم تسجل منذ فترة، في ظل توقعات بمزيد من الارتفاع في حال استمرار التوترات الجيوسياسية والمالية.