مهزلة بيان الخارجية الجزائرية حول دعم بريطانيا للحكم الذاتي في الصحراء المغربية.. تناقضات صارخة تكشف ارتباك الخطاب الرسمي

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مهزلة بيان الخارجية الجزائرية حول دعم بريطانيا للحكم الذاتي في الصحراء المغربية.. تناقضات صارخة تكشف ارتباك الخطاب الرسمي, اليوم الأحد 1 يونيو 2025 10:05 مساءً

أثار البيان الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية بشأن موقف المملكة المتحدة من قضية الصحراء المغربية ردود فعل ساخرة، ليس فقط بسبب موقفه السلبي من دعم لندن لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، بل لما حمله من تناقضات فاضحة في مضامينه، تعكس ارتباكًا واضحًا في الخطاب الرسمي الجزائري تجاه تطورات هذا الملف.

ففي الوقت الذي تُعرب فيه الجزائر عن "أسفها" لدعم بريطانيا لمخطط الحكم الذاتي المغربي، تزعم في الفقرة نفسها أن هذا المقترح "لم يتم التعاطي معه يوماً على محمل الجد من طرف مبعوثي الأمم المتحدة"، وتصفه بـ"المبادرة الفارغة المحتوى". هنا يبرز أول تناقض: إذا كانت المبادرة المغربية غير ذات جدوى كما تدّعي الجزائر، فلماذا يُثير دعمها من طرف بريطانيا كل هذا القلق والرفض؟ وإذا لم تكن ذات تأثير، فلماذا تصفها الجزائر بأنها "وسيلة لفرض الأمر الواقع"؟ 

التناقض الثاني يتمثل في الازدواجية التي تعاملت بها الجزائر مع الموقف البريطاني، حيث سارعت من جهة إلى مهاجمته بسبب تأييده المقترح المغربي، ومن جهة أخرى تحاول تطمين الرأي العام الداخلي والخارجي بأن لندن "لم تتطرق للسيادة المغربية المزعومة"، وأنها "ما تزال متمسكة بمبدأ تقرير المصير". إذن، كيف يمكن لبلد أن يدعم مقترحًا تعتبره الجزائر "خطيرًا" و"يهدف إلى إجهاض حل سياسي"، ثم يُعتبر في الآن ذاته متمسكًا بـ"الشرعية الدولية" ومبدأ "تصفية الاستعمار"؟ 

أما التناقض الأكبر، فهو تأكيد الجزائر في ختام البيان على "أملها" في أن تواصل بريطانيا مساءلة المغرب واحترام الشرعية الدولية، رغم أنها قبل أسطر قليلة فقط اتهمت لندن بشكل ضمني بدعم "مخطط استعماري" يهدف إلى ترسيخ "الاحتلال"، بل واعتبرت دعم الحكم الذاتي ضرباً لجهود التسوية.،فهل تراهن الجزائر على شريك تعتبره متواطئاً مع ما تسميه "البلد المحتل"؟ وكيف تطالب بالتعاون من طرف لم يعد حياديًا حسب زعمها؟

البيان في مجمله يعكس ارتباكًا سياسيًا واضحًا في التعاطي مع المواقف الدولية الجديدة التي تميل بشكل متزايد لصالح مقترح الحكم الذاتي المغربي، والذي بات يحظى بدعم دولي متنامٍ، من قوى كبرى مثل الولايات المتحدة، ألمانيا، إسبانيا، فرنسا والآن بريطانيا، إذ عوض مواجهة الواقع المتغير بعقلانية، اختارت الجزائر أسلوب التناقضات والمغالطات الخطابية، مما يُفقدها مزيداً من المصداقية على الساحة الدولية.

ويبدو أن الرسالة الأهم التي يحملها هذا البيان ليست في مضمونه، بل في توتره، وهو ما يعكس القلق الحقيقي من عزلة الجزائر المتزايدة في ملف الصحراء، مقابل التقدم الميداني والدبلوماسي الذي يحققه المغرب بثقة واتزان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق