دعا الدكتور محمد جميح، الأكاديمي والباحث السياسي البارز، إلى إعادة التفكير الجدي في أهمية الوحدة اليمنية، مؤكداً أن الشعب اليمني موحد بأساساته المشتركة من لغة ودين وتاريخ وثقافة، إضافة إلى معاناته اليومية وطموحاته المستقبلية المشتركة.

وفي تصريح صحفي، أكد جميح أن الانقسامات السياسية التي تعصف بالبلاد لا تعكس حقيقة الواقع المجتمعي للشعب اليمني، الذي قال عنه إن "المصير واحد، والهم واحد، والآلام واحدة، والطموحات واحدة أيضًا". واستغرب قائلاً: "إذا كان الشعب موحدًا في كل هذه القواسم المشتركة، فلماذا لا تكون لهم دولة واحدة؟!"

وشدد المحلل السياسي على أن أسباب التشرذم والانقسام ليست نابعة من داخل المجتمع اليمني، بل تعود إلى تباين المصالح بين الأحزاب والنخب السياسية التي ابتعدت عن تحقيق تطلعات الشعب، وأصبحت أكثر انشغالًا بالحسابات الحزبية الضيقة، على حد قوله.

وأشار جميح إلى أن التجارب الأخيرة، خاصة ما يتعلق منها بالانعكاسات السلبية لعودة بعض النماذج التاريخية مثل تجربة الإمامة، ساعدت على إبراز قيمة النظام الجمهوري والوحدة كخيار استراتيجي ضروري لمستقبل اليمن. وقال: "الانقسامات التي مر بها البلد خلال السنوات الماضية بدأت تدفع الكثيرين للتفكير بجدية في أهمية العودة إلى الوحدة الوطنية كحل حقيقي ومستدام."

وختم الدكتور جميح تصريحاته بدعوة مُلحة إلى النخب السياسية والمسؤولين إلى تجاوز الخلافات والمصالح الفئوية، والعمل بجد وإخلاص على بناء دولة موحدة قوية تعكس إرادة الشعب وتلبّي طموحاته في العيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية. وحذر في الوقت نفسه من استمرار حالة التمزق التي قد تهدد مستقبل اليمن كدولة وكيان وطني مستقل.

وتأتي تصريحات الدكتور جميح في ظل تصاعد التوترات السياسية وتعقيدات الوضع الداخلي، حيث يأمل الكثيرون أن تفتح مثل هذه الدعوات المجال أمام حوار وطني شامل يهدف إلى إنهاء الانقسامات وبناء توافقات وطنية حقيقية.