دعا السياسي اليمني هاني علي سالم البيض إلى إطلاق مبادرة "سلام الشجعان" في اليمن، عبر عملية سياسية جديدة تُعلي مصلحة الوطن فوق المصالح الضيقة، وتُنهي سنوات من المعاناة والانقسام.

وأكد البيض في تصريح له أن هذا السلام يجب أن يجمع أبناء اليمن من الشمال إلى الجنوب على أساس العدالة والمواطنة المتساوية، بعيدًا عن لغة السلاح والانقسامات السياسية والمجتمعية التي أنهكت البلاد.

مبادرة شاملة دون إقصاء

أوضح البيض أن العملية السياسية المنشودة يجب أن تكون شاملة وعادلة، دون إقصاء أو تهميش لأي طرف، معتبرًا أن السلام الحقيقي ليس مجرد "هدنة مؤقتة"، بل بداية لمستقبل واعد يقوم على مشاركة سياسية حقيقية، ويفتح آفاقًا للتنمية والاستقرار.

وحذر من مخاطر استمرار الصراع، قائلًا: "اليمنيون أمام خيار مصيري: إما أن يرث أبناؤهم الدمار جيلًا بعد جيل، أو أن يتحدوا لبناء وطن ينعم فيه الجميع بالأمان والاستقرار."

"سلام الشجعان" قرار القادة الحقيقيين

وصف البيض "سلام الشجعان" بأنه قرار الشجعان الذين يضعون حياة المواطنين فوق الأطماع السياسية، ويرفعون راية الوطن فوق كل المصالح الضيقة، مشيرًا إلى أن التاريخ سيسجل للقادرين على اتخاذ هذه الخطوة الجريئة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن.

وختم تصريحه بتحية إلى الشعب اليمني الصامد، داعيًا إلى تضافر الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لتحقيق هذا السلام الذي "يكتب التاريخ ويؤسس لمستقبل يليق بتضحيات اليمنيين."

خلفية الأزمة

يأتي هذا النداء في وقت يشهد اليمن أحد أطول الصراعات في المنطقة، حيث أدت الحرب إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، وخلّفت ملايين المشردين والمحتاجين للمساعدات العاجلة. وتتزايد الدعوات محليًا ودوليًا لإيجاد حل سياسي شامل ينهي الأزمة.

يُذكر أن دعوات مماثلة لـ"سلام الشجعان" ظهرت في تجارب دولية سابقة، كإشارة إلى الحلول الجريئة التي تتطلب تنازلات من جميع الأطراف لتحقيق المصالح العليا للوطن.