نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إسرائيل وأمريكا: عبء التحالف وسياسات تجرّ العالم نحو الفوضى, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 12:05 مساءً
في زمنٍ تتراكم فيه الأزمات على الدولة الأقوى في العالم، تجد الولايات المتحدة نفسها أسيرة لتحالف قديم يُثقل كاهلها سياسيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا.
تحالفها مع إسرائيل — والذي لطالما اعتُبر استراتيجيًا — لم يعد في نظر كثيرين إلا عبئًا يتفاقم، خاصة في ظل سياسات اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي لا يكتفي بإشعال الحرائق في الإقليم، بل يراهن على أن أميركا ستظل تقف خلفه مهما كانت النتائج.
تأتي هذه الورقة التحليلية لتسلط الضوء على عمق التأثير الإسرائيلي في القرار الأميركي، وتفكيك الكلفة السياسية والاقتصادية والأخلاقية لهذا التحالف، مع تساؤل جوهري:
هل أصبحت إسرائيل عبئًا لا يمكن للولايات المتحدة تحمّله؟
المحور الأول: هل أصبحت إسرائيل عبئًا على الولايات المتحدة؟
تمنح واشنطن لإسرائيل سنويًا 3.8 مليار دولار كمساعدات عسكرية مباشرة، وقد تجاوز مجموع ما قدمته أميركا لإسرائيل منذ الحرب العالمية الثانية 150 مليار دولار، ما يجعل إسرائيل أكبر متلقٍ للمساعدات الأميركية.
في الوقت نفسه، تمر الولايات المتحدة بمرحلة دقيقة اقتصاديًا، حيث تجاوز الدين العام 34 تريليون دولار، وبلغ العجز الفيدرالي أكثر من 6% من الناتج المحلي، وسط انقسام داخلي بشأن أولويات الإنفاق.
ورغم هذه التحديات، وافق الكونغرس في 2023 على تقديم أكثر من 14 مليار دولار مساعدات إضافية لإسرائيل خلال حربها على غزة، في قرار أثار استياءً واسعًا، خاصة بين الشباب الأميركي.
بهذا، لم تعد المسألة "تحالفًا استراتيجيًا"، بل علاقة مكلفة سياسيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا.
المحور الثاني: التأثير الإسرائيلي على القرار الأميركي
لم يعد اللوبي الإسرائيلي يقتصر على التأثير، بل بات يمارس شكلاً من أشكال الوصاية على صانع القرار الأميركي، خاصة عبر أدوات مثل AIPAC، التي أنفقت أكثر من 40 مليون دولار لدعم أو إسقاط مرشحين.
هذا النفوذ امتد إلى الإدارات التنفيذية، والإعلام، ومراكز البحوث، وحتى القرار العسكري أحيانًا. ورغم الكلفة العالية سياسيًا وأخلاقيًا، لا تزال واشنطن منحازة دون قيد أو شرط.
لقد أصبح من الصعب التمييز بين القرار الأميركي والضغط الإسرائيلي، بل ربما يرى نتنياهو نفسه اليوم أكثر تأثيرًا في السياسة الأميركية من بعض أعضاء الإدارة ذاتها.
0 تعليق