شاب يلقى حتفه غرقًا أثناء عمله في قطع الأشجار لصناعة الفحم في لحج

المشهد اليمني 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شاب يلقى حتفه غرقًا أثناء عمله في قطع الأشجار لصناعة الفحم في لحج, اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 12:44 صباحاً

لقي الشاب سامي خدام جثيل الصبيهي (17 عامًا) مصرعه ظهر يوم الإثنين إثر تعرضه للغرق في إحدى البرك المائية الطبيعية بمنطقة "لقيفي" التابعة لمركز كرش بمديرية القبيطة، محافظة لحج، بينما كان يقوم مع عدد من أصدقائه بقطع الأشجار لصناعة الفحم.

وبحسب ما أفادت به مصادر محلية، فإن الشاب سامي كان يعمل ضمن مجموعة صغيرة تضم ثلاثة من رفاقه في إحدى المناطق الجبلية داخل شعاب "لقيفي"، حيث اعتاد الشباب العمل في مجال التفحيم ، أي تحويل الأخشاب إلى فحم يستخدم في الطهي أو التدفئة، وذلك لعدم توفر فرص عمل بديلة لهم.

وأوضح أحد أقارب الضحية أن سامي كان يخرج يوميًا من منزله في قريته منذ ساعات الصباح الأولى، ويعبر مسافات طويلة سيرًا على الأقدام للوصول إلى مواقع العمل في تلك المناطق الوعرة، التي تعتمد عليها الأسر الفقيرة في الحصول على دخل بسيط يسد رمقها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.

وأضافت المصادر أن الحادثة وقعت عندما حاول الشاب السباحة أو الدخول إلى إحدى البرك المائية أثناء فترة الراحة أو أثناء تنظيف الأدوات، إلا أنه فقد السيطرة على نفسه وتعرض للغرق قبل أن يتمكن مرافقوه من إنقاذه، ما استدعى تدخل شباب المنطقة لانتشال جثته وإعادتها إلى قريته.

وبعد انتشال الجثة، تم نقلها إلى منزل العائلة في القرية، حيث شيعت الجنازة في جو مشبع بالحزن والأسى، وسط حضور جماهيري من أبناء المنطقة الذين تفاعلوا بعمق مع الحادثة المؤلمة، لا سيما وأن الضحية لم يكن سوى مراهق يافع يعيل أسرة فقيرة من خلال عمله الشاق في الغابات.

وأعرب أهالي المنطقة عن عميق حزنهم واستيائهم من تكرار مثل هذه الحوادث التي تودي بحياة الشباب بسبب انعدام فرص العمل وانتشار الفقر المدقع، الذي يدفع بالشباب إلى اتخاذ أعمال خطرة مصدرًا وحيدًا للرزق.

وقال أحد وجهاء المنطقة: "لا يمكننا أن نلوم هؤلاء الشباب على اختيارهم هذا الطريق، فالمشكلة ليست في الشعاب ولا في المياه، بل في غياب الدولة ومؤسسات المجتمع المدني القادرة على تقديم الحلول البديلة. كيف لشاب في عمر الزهور أن يُجبر على ترك مدرسته أو وقت فراغه الآمن ليغامر بحياته في قطع الأشجار؟".

ودعا الأهالي المنظمات الإنسانية والخيرية إلى زيارة قرى منطقة كرش ومديرية القبيطة، التي تعاني من تهميش كبير في الخدمات الأساسية، وتقديم الدعم الغذائي والمادي للأسر المحتاجة، خاصة تلك التي تعتمد على أعمال موسمية خطرة أو غير مستقرة في توفير دخل دائم.

وتتزامن هذه الحادثة مع تصاعد الأزمات المعيشية في المحافظة، حيث يعاني السكان من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وانعدام فرص العمل، وضعف البنية التحتية، مما يجعل مثل هذه المآسي أكثر تكرارًا، ويهدد حياة الكثيرين، خاصة من الفئات الشابة والأسر المتعففة.

ويذكر أن الشاب سامي كان معيلًا لأسرته بعد وفاة والده قبل عدة سنوات، وكان يعتمد على عمله في التفحيم لإعالة أمه وإخوته الصغار، في ظل غياب أي دعم رسمي أو مجتمعي يُذكر.

رحم الله الشاب سامي خدام جثيل الصبيهي، وألهم ذويه الصبر والسلوان، ونسأل الله أن يُلهم البلاد الخروج من محنتها، وأن يُعيد الأمن والاستقرار إلى ربوعها كافة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق