نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السلاح في المساجد: مشهد صادم يعكس الانهيار الأمني والاجتماعي في اليمن, اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 01:22 صباحاً
تحولت ظاهرة حمل الأسلحة النارية إلى عادة يومية مألوفة في اليمن، حيث تُصبح أسلحة الرشاشات جزءًا من الحياة اليومية للكثيرين، في ظل حالة الانفلات الأمني التي تشهدها البلاد منذ سنوات. لم تعد مظاهر التسلح محصورة فقط على الأسواق أو الشوارع، بل امتدت حتى إلى أماكن العبادة، ومنها المساجد، حيث شهدت بعض المناسبات الدينية مشاهد مؤثرة تدل على تفاقم الأوضاع.
وأفاد شهود عيان بأن عددًا من الأشخاص دخلوا ساحات الصلاة خلال صلاة العيد مُحملين أسلحة رشاشة معلقة على أكتافهم، في مشهد صادم ومؤثر يعكس حالة الخوف والتوتر التي تسيطر على المجتمع. هذا المشهد الذي يتعارض مع طبيعة المكان المقدّس، يعكس مدى تأثر نفسيات الناس بالصراع المستمر، وفقدان الثقة في قدرة الدولة على ضمان الأمان.
وقال أحد السكان: "وصلنا إلى مرحلة نحمل فيها الرشاش في يوم العيد، أثناء الصلاة، خوفًا من الآخر، وليس احتفالاً". هذه العبارة تعكس حدة الوضع الذي وصل إليه المواطن، حيث أصبح التسلح جزءًا من حماية الذات، لا سيما في ظل غياب أي آليات أمنية فعّالة.
ويشير الخبراء إلى أن استمرار هذه الممارسات يُنذر بانهيار أكبر في النسيج الاجتماعي، حيث تتحول الأسلحة من وسيلة للدفاع إلى مصدر للرعب والخوف. وفي ظل غياب الدولة، يجد الناس أنفسهم مضطرين للاستعداد لأي موقف قد يهدد حياتهم، حتى في الأوقات التي تُفترض أن تكون مليئة بالسلام والأمان.
كما أشار مراقبون إلى أن هذا الواقع يُبرز تفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية، التي أدت إلى فقدان المواطنين ثقتهم بالأنظمة الحاكمة، وتعميم ثقافة القوة كوسيلة للحل. وقد تؤدي هذه الظاهرة إلى زيادة التوترات بين الأفراد والمجتمعات، مما يزيد من خطر تكرار الصراعات وتفاقم الأوضاع.
في ظل هذه التحديات، تبقى الحاجة ماسة إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتعزيز الأمن بشكل فعّال، وإعادة بناء الثقة بين المواطنين والسلطات، حتى تعود الحياة إلى طبيعتها، ويُصبح الحضور في المساجد وأماكن العبادة دون خوف أو توتر.
0 تعليق