في ذكري وفاته.. اسماعيل ياسين مازال ايقونة الكوميديا .. لماذا؟

الجمهورية اونلاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في ذكري وفاته.. اسماعيل ياسين مازال ايقونة الكوميديا .. لماذا؟, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 04:13 مساءً

بدأ مشواره مطربا ثم مونولوجست ذائع الصيت ثم سنيدا لنجوم وأخيرا نجما سينمائيا مشهورا ملء السمع والبصر في الساحة الفنية، ولعبت شخصيته وادوار وملامح وجهه خاصة فمه دورا بارزا في شهرته الواسعة، وسبب انتشاره يرجع لاسباب عديدة كروحه المرحة وافشاته وضحكته واعماله الفنية الخالدة والعديد  من الأفلام التي تحمل اسمه، وهذا الاسم مازال يعني الكثير في حياتنا فهو بفنه الجميل - مد جسر التواصل حتى وصل للأجيال الصغيرة التي لم تعاصره - لكنها تحبه وتضحك للكوميديا التي يقدمها وكأنه حرص أن يظل ضحكة مصر التي لا تموت.. وفي السطور الاتية سنعرف.. لماذا نجح اسماعيل ياسين وحده وبقي ملء السمع والبصر والذاكرة وغاب الاخرون؟

نشأته

بدأ إسماعيل المولود في ميدان "الكسارة" بمدينة السويس في ١٥ سبتمبر سنة ۱۹۱۲ حياته الفنية مطربا، فقد كان يعشق الغناء لكن الجمهور لم يتقبله بشكل جيد، خصوصا أن هيئته لم تساعده على المضى في طريق الغناء، فقد كانت الناس تضحك من طريقته، فالتفت سريعا لهذا الأمر بأنه يستطيع أن يضحك من القلب وتحول إلى منولوجست في كازينو الست "بديعة مصابني" خصوصا وأنه كان يقدم المنولوجات بطريقة تخصه تماما وكان يؤديها بحركات تمثيلية رائعة ، وناقش من خلال منولوجاته القضايا والظواهر الاجتماعية التي كانت موجودة في هذا الوقت من الثلاثينيات، وقد لفت الأنظار بشدة اليه ابتداء من مونولوجه الاول "مات مات.. لسه بتغمز للستات" ، ويحتضته على الكسار ليكون مونولوجست الفرقة وتخرج مونولوجاته " الحسود " و"كل ما افوت ع البنك الأهلى " إلى حناجر الناس يرددونها ويتمثلونه وهو يؤديها بخفة روح طبيعية، وتلمح نجاحه شركات الاسطوانات فتسجل اسطواناته حتى قبل أن يعرفه الجمهور العريض عن طريق الاذاعة، ويتفرد اسماعيل بس بانه اول مونولوجست تسجل له اسطوانات تباع بعشرات الألوف، وسحب الضوء عن سيد المونولوج قبل اسماعیل ياسين مباشرة الفنان سید سلیمان، وهنا تتجلي اخلاقيات هذا الجيل من الفنانين الاصلاء سید سلیمان يبشر باسماعيل ياسين ويصرح بأن " لون هذا المنلوجست الجديد سيعيش اكثر من لوني "، وكذلك يصرح اسماعيل ياسين بفضل سید سليمان وبالاستاذية، ويمثل الكسار مجموعة من الافلام الناجحة يلمع فيها اسماعيل ياسين إلى جانبه ويسطع نجمه للصعود، فتتوالى افلامه التي يحمل وحده بطولتها والتي يكون نجاحها الطاغي مدينا لاسمه وحده ، حتى قاربت ٥٠٠ فیلم.

مميزاته هي عيوبه

لعل سبب انتشارا كوميديا إسماعيل ياسين هي بعض افلام التي ذهب الي كل شيء وكل مكان يخطر علي البال، فهو "طرزان ومعروضا للبيع، ويقابل ريا وسكينة ومتحف الشمع وجنينة الحيوان ومستشفي المجانين ودمشق والجيش والبوليس السري والاسطول و الطيران ثم انتهي الي السجن.

وما ميز إسماعيل ياسين هي عيوبه الجسمانية وملامح وجهه التي أحبها ونجح في استغلالها والاستفادة منها، وربما أبرز هذه العيوب هي فمه الذى نجح فى أن يوظفه في أدائه بحركاته وضحكته وطريقة كلامه المميزة، والتي لم يسبقه فيها أحد فأصبح هذا العيب هو أجمل ما في إسماعيل ياسين فقد نجح في أن يحب عيوبه، فأحبته الكاميرا وعشقه الملايين، وهذا يدل على مدى قوته وقدرته على عدم الخجل من عيوبه والتصالح معها وحبها بل واستغلالها لتكون طريقه لإضحاك جمهوره، وجرأته فهو لم يخجل اطلاقا من تجسيد أي شخصية، وربما كان تجسيده لدور المرأة وارتدائه المايوه في أحد افلامه.

وهذه الادوار إعطت دروسا لفنان الكوميديا في مصر ان  يكسر حاجز الخجل و الخوف كي يصل للناس ويضحكهم.

ومن مميزاته ايضا البساطة والتلقائية الشديدة في الأداء، فهو لا يبالغ في أدائه ولا يحمل المشهد أكثر من اللازم، فقد كان يركز في حركاته التي تجعله مميزاً وربما أسلوبه فى الكوميديا هو الأقرب لأسلوب البلياتشو في السيرك والذي نطلق عليه "الضاحك الباكي" وشخصية البلياتشو هي أكثر شخصية محببة للأطفال مما جعل إسماعيل ياسين محبوبا لديهم وحتي الكبار.

نجاحه

نجاح اسماعيل ياسين في الحقيقة كان نتيجة لمحصلة عدة عوامل مجتمعة أولاً: وجود طاقم رائع من الممثلين الكوميدين الموهبين لازمه في كل اعماله تقريبا، وهم على الكسار، وعبد السلام النابلسي، وعبد الفتاح القصرى، زينات صدقي، وحسن فايق ، وشكوكو وايضا فيروز.

ثانيا : وجود نجمة دلوعة ومثيرة وكانت هذه الاوصاف المغرية الى جوار هذا البطل المحروم من الوسامة مثل الفنانات شادية وزهرة العلا وهند رستم، والضحك يتولد من خلق نوع من المفارقات أو التناقض الطريف في قصة عاطفية خفيفة تداعب مشاعر المتفرج.

ثالثا : السمات الشكلية الخاصة التي تعتبر هبة ربانية من الله - جل شأنه - امكن توظيفها في توقيت رائع بالنسبة لصناعة السينما المصرية ، فسمات وجهه وفمه الواسع وشفتيه الغليظتين ودمامتة عموما، التي كرستها السينما المصرية وتغنت بها شادية في اغنية طريفة "عاجباني وحشته" ثم حركاته الهزلية الطريفة التي انفرد بها ، وحركات صوته الذي يخضع بارادة وتدريب منه الى عملية تقطيع وتوليف مصحوبا بتنغيم "لحنى" خاص يولد تأثيرا ضاحكا لدى المتفرج، ونوعية الادوار التي يمثلها ، وهي غالبا شخصيات من الطبقة الدنيا او الشريحة البسيطة للطبقة المتوسطة، انسان غلبان يجاهد من اجل رزقه وفي معظم الاحوال طيب وساذج ولكنه ليس محروما من الذكاء ولا الحيلة يستخدمها حين يجد الجو ويصبح في مأزق حياتي عليه ان يخرج منه او يضيع .. وهذه شخصية يتعاطف معها المتفرج ويحبها في اغلب الاحوال.

فترة التألق

وكانت فترة التألق للفنان اسماعيل ياسين في فترة الأربعينيات والخمسينيات، حيث التفت إليه المخرجون سريعا وقدم العديد من الأدوار كسنيد للبطل، لكنه استطاع في أفلام عدة أن يخطف القلوب، ويخرج الجمهور متذكره هو وحده ام بقدراته الكوميدية الهائلة، ليحين وقت البطولات  المطلقة له فى العديد من الأفلام والتي لا تنسى، خصوصا الأفلام في التي حملت اسمه ولعلها ظاهرة سينمائية لم تشاركه فيها إلا قيثارة السماء الفنانة "ليلى مراد" مثل "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين"، و"إسماعيل ياسين في الطيران"، وفي "متحف الشمع" و"في البوليس" و"البحرية"،

وقد حفلت الفترة أيضا بأدوار متميزة في افلام "الآنسة حنفى"، و"ابن حميدو" و"الستات ميعرفوش يكدبوا"، و"حماتي ملاك" ، و"حماتي قنبلة ذرية" و"العتبة الخضرا" ، و"المليونير"، و"الحقوني بالمأذون"، وقد كان القدر عليه سخيا بهذه العلاقة المتينة فنيا وإنسانيا مع الكاتب المبدع أبو السعود الابياري والمخرج الكبير فطين عبد الوهاب، والتي أثمرت هذه الكنوز الخالدة في هذه الكوميدية وقد قدم الفترة الثرية جدا من حياته أيضا العديد من المسرحيات لعلها تصل إلى ١٠٠ وأكثر منها (حبيبي كوكو، والمفتش العام، واتفضل قهوة، وزوج سعيد جدا).

ومن اشهر افلامه  "الفانوس السحري" و"المليونير الفقير" و"الحب بهدلة" و"أحب الغلط" و" على بابا والأربعين حرامى" و"الكواكب"، و"نادوجا"، "نور الدين والبحارة الثلاثة" ، و"تاكسي وحنطور" ، و"ليلة الجمعة"، و"قلبي دليلي" ، و"لبناني في الجامعة"، و"أنا ستوتة" ، و"بنت المعلم" و"حبيب العمر" ، و"عنبر"، و"نص الليل" و "الناصح" ، و"حدوة الحصان" ، و"منديل الحلو"، و"عفريتة هانم"،و "آخر كدبة"، و"سيبوني أغنى" ، و"فلفل"و" قطر الندى" ، و"إديني عقلك" و" بيت الطاعة"، و"لحن حبي" ، و"بنت الأكابر" ، و"ذهب" ، و"حلاق بغداد"، و"دستة مناديل" ، و"الكيلو ٩٩"و " غرام في السيرك "، و"العقل والمال" ، و"عريس مراتی" بلإضافة الي مجموعة الأفلام التي حملت اسمه وبطولاته.

افشاته مضحكة

ومن أشهر افشاته في السينما، وأصبحت افشات لا تنسي.. مثل بررووم ولاتانيا ولا لاتالتة... وسلامو عليكو، وهناك مواقف حياتية مضحكة، منها عندما استقل اسماعيل ياسين سيارته من القاهرة الى الاسكندرية، فاصطدمت السيارة بأخرى فى الطريق، ونجا اسماعيل ياسين بأعجوبة وحرر البوليس محضرا بالحادث، عندما التقى اسماعيل ياسين بأحد اصدقائه هنأه بنجاته قائلا له :

الحمد لله وانت انكتب لك عمر جديد.

فرد عليه اسماعيل ياسين قائلا:

له عمر جديد بس ده أنا انكتب لي محضر كمان!!.

وفي موقف آخر، شكي له ساعي بريد ما يقاسيه من متاعب وظيفته قائلا:

تصور أني كل يوم باوزع مئات الجوابات وانا ماشي على رجلي في الشوارع والحارات فقال له اسماعيل ياسين:

طيب يا أخي ما تريح نفسك وتبعتهم في البوسطة.

زوجاته

تزوج اسماعيل ياسين ثلاث مرات وكانت الزوجة الأولى منولوجست اسمها سعاد وجدى إلا أن هذا الزواج لم يستمر أكثر من شهرين بعد ذلك تزوج من راقصة اسمها ثريا حلمى كانت مرتبطة بصديق قبل ان تتزوجه، وعندما وجد انها مستمرة في الارتباط بهذ الصديق بعد الزواج طلقها ١٩٤٥ بعد اسبوع واحد .. وعام تزوج للمرة الثالثة من أم وحيده ياسين وكانت حياته مع هذه الزوجة فاتحة خير عليه وساعدته على شق طريقه النجاح والثراء.

وفاته

حتى آخر أيامه كان يقوم بالتمثيل في السينما، ولو في أدوار بسيطة، حتى إنه لم يستكمل تمثيل دوره في فيلم "المضحك الحزين"، وتوفي إسماعيل ياسين في 24 مايو 1972؛ إثر أزمة قلبية حادة، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً لا ينسى من الفن والضحك والكوميديا.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق