شرعت مؤسسة "غزة الإنسانية"، المدعومة من جهات أمريكية، في تشغيل أول مراكزها لتوزيع المواد الغذائية في قطاع غزة المحتل من القوات الإسرائيلية، في وقتٍ تتزايد فيه معاناة السكان الفلسطينيين تحت وطأة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 90 يومًا. وأعلنت المؤسسة أنها بدأت بتوصيل المساعدات للفلسطينيين في ظل تصاعد أزمة الجوع وندرة المواد الأساسية في القطاع المحاصر.

الأمم المتحدة ترفض النظام الجديد وتعتبره خاضعًا للاحتلال

ورغم ما أعلنت عنه المؤسسة، فإن منظمة الأمم المتحدة رفضت هذا النظام الجديد، واعتبرته آلية غير مستقلة تخضع لرقابة الاحتلال الإسرائيلي. واعتبرت الأمم المتحدة أن هذا النظام لا يضمن الحياد والعدالة في إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين، بل يمنح الاحتلال قدرة غير مشروعة على التحكم في قنوات الإغاثة وتحديد آليات التوزيع داخل غزة.

عمليات توزيع المساعدات وسط قصف دموي

تأتي هذه التطورات في يوم دامٍ شهد تصعيدًا إسرائيليًا جديدًا، حيث أدت الغارات الجوية إلى مقتل ما لا يقل عن 52 فلسطينيًا في مختلف مناطق غزة. وفي ظل هذا التصعيد، أعلنت المؤسسة أنها قامت بإيصال شحنات محملة بالمواد الغذائية إلى مراكزها لتوزيعها على السكان، لكنها لم تكشف عن عدد الشاحنات أو آلية اختيار المستفيدين من هذه المساعدات.

استمرار تدفق الشاحنات وسط غموض في التمويل

أكدت المؤسسة، في بيان بثته وكالة "أسوشيتد برس"، أن المزيد من شاحنات الإغاثة ستصل خلال الأيام المقبلة، مع توقعات بزيادة تدفق المساعدات تدريجيًا. إلا أن الغموض لا يزال يلف الجهات الممولة لهذه المؤسسة التي بدأت عملياتها في وقت حساس من التصعيد، خاصة بعد استقالة مديرها التنفيذي السابق جيك وود، الذي أشار إلى أنّ المؤسسة لن يُسمح لها بالعمل بشكل مستقل داخل غزة.

إدارة جديدة وسط اضطراب داخلي

وبعد استقالة جيك وود، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، تم تعيين "جون أكري" بصفة مؤقتة لقيادة المؤسسة خلال المرحلة الراهنة. وتواجه المؤسسة تحديات متزايدة في ظل فقدان ثقة بعض الجهات الدولية، واستمرار القصف الإسرائيلي، إلى جانب الضبابية في معايير الشفافية والعدالة في تقديم المساعدات داخل قطاع غزة.