في رد صريح على سؤال صحفي حول عدم تنفيذه لوعده بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة من توليه الرئاسة، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب:"لأن الأمر أصعب بكثير مما يعتقد الناس."

وكان ترامب قد أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية خلال حملته الانتخابية الأخيرة وعد بحل الأزمة الأوكرانية بشكل سريع فور عودته إلى البيت الأبيض، مشيرًا إلى قدراته التفاوضية وعلاقاته الشخصية مع الزعماء العالميين، خصوصًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتعهد مرارًا بأنه قادر على "إنهاء الحرب في يوم واحد"، وهو تصريح لاقى آنذاك تشكيكًا كبيرًا من خبراء السياسة والدفاع.

ومع مرور أكثر من خمسة أشهر على توليه ولايته الثانية كرئيس للولايات المتحدة، لم يتحقق هذا الوعد بعد، ما دفع العديد من المحللين والصحفيين إلى طرح أسئلة مُلحّة حول واقعية هذه الوعود وجدواها في ظل تعقيدات الوضع الميداني والسياسي الإقليمي والدولي.

وفي تصريحاته الأخيرة، بدا ترامب أكثر واقعية في تقييمه للوضع، حيث أشار إلى أن الملف الأوكراني لا يرتبط فقط بقرار أمريكي واحد، بل بسلسلة من التحالفات الدولية والمصالح الاستراتيجية المعقدة التي تجعل من التوصل إلى حل سريع أمرًا شبه مستحيل.

وأضاف ترامب:
"الأمر ليس كما يبدو للبعض سهلًا. هناك الكثير من الجهات المؤثرة، وكل طرف له أهدافه ومصالحه. وأحيانًا، حتى لو أردت إنهاء الحرب، فإن الآخرين لا يريدون ذلك."

وترامب لم يخفِ في الماضي انتقاداته للسياسات الأمريكية تجاه أوكرانيا، متهمًا إدارتي بايدن وقبله باعتبارات سابقة بـ"تصعيد الصراع دون نظرية واضحة لتحقيق السلام". ويشير فريقه السياسي إلى أن الإدارة الحالية تعمل على إعادة ترتيب الأولويات وتقوية القنوات الدبلوماسية مع موسكو وكييف على حد سواء.

ويُنتظر أن يعرض ترامب في خطاباته المقبلة رؤيته المفصلة حول استراتيجيته الجديدة لإدارة الملف الأوكراني، في محاولة لتوضيح رؤيته أمام الرأي العام الذي يترقب تطورات الأحداث على الأرض وتأثيرها على الأمن العالمي.