إيران تصعد ضد الوكالة الدولية للطاقة الذرية .. ماذا بعد تعليق التعاون؟

المشهد اليمني 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيران تصعد ضد الوكالة الدولية للطاقة الذرية .. ماذا بعد تعليق التعاون؟, اليوم الخميس 26 يونيو 2025 12:44 صباحاً

في خطوة تصعيدية جديدة تعكس حجم التوتر المتزايد بين إيران والغرب، صادق البرلمان الإيراني رسميًا على مشروع قانون يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في رد مباشر على ما وصفته طهران بـ"الهجمات غير القانونية" التي استهدفت منشآتها النووية خلال الأيام الماضية.

إرادة شعبية غاضبة

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أوضح في مقابلة مع قناة "الجزيرة" أن هذا القرار يعكس إرادة الشعب الإيراني، معتبرًا أن طهران تعرضت لاعتداءات ممنهجة استهدفت منشآتها النووية وعلماءها، دون أي رد فعل جدي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو المجتمع الدولي.

وقال بقائي: "هذا القرار قانوني ومنطقي، فهو يتضمن شرطين رئيسيين، الأول هو ضمان حق إيران في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، والثاني هو حماية منشآتنا النووية وعلمائنا من التهديدات والاغتيالات التي باتت متكررة".

اتهامات للغرب والوكالة الدولية

لم يخفِ المتحدث الإيراني استياء بلاده من دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبرًا أن المنظمة الأممية لم تظهر حتى الآن موقفًا واضحًا أو إدانة صريحة للهجمات التي تعرضت لها إيران، مؤكدًا أن بناء الثقة يجب أن يبدأ من جانب الغرب والوكالة، وليس فقط من طهران.

وأضاف بقائي: "لطالما أبدت إيران حسن نيتها، وكان هناك تواصل مستمر مع الوكالة لإثبات سلمية برنامجنا النووي، لكن مقابل ذلك لم نرَ سوى التصعيد، ففي خضم المفاوضات، أعطت بعض الدول الضوء الأخضر لإسرائيل والولايات المتحدة لشن ضربات على بلادنا".

مطالب بتوضيح موقف الوكالة

وفي ظل هذه الأزمة المتفاقمة، دعا بقائي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إلى توضيح موقف المنظمة من الاعتداءات الأخيرة، مطالبًا بإدانة صريحة للهجمات التي طالت منشآت بلاده النووية.

وأشار إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يتابع بجدية مدى التزام الوكالة الدولية بمسؤولياتها، متسائلًا عن السبب وراء غياب موقف حازم من المنظمة حتى الآن تجاه ما وصفه بـ"الاعتداءات غير المبررة" التي طالت الأراضي الإيرانية.

إيران تتحفظ على تقارير الأضرار

ورغم الدعوات الدولية للكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية الإيرانية، لا تزال طهران تتحفظ على نشر تفاصيل دقيقة، حيث أوضح بقائي أن فرق الخبراء والفنيين لا تزال تعمل على تقييم الأضرار، في ظل استمرار الهجمات التي طالت منشآت حساسة، أبرزها منشأتَي نطنز وأصفهان النوويتين.

وقال بقائي: "تعرضت منشآتنا النووية لهجمات متكررة خلال 12 يومًا، بدأتها إسرائيل، وتبعتها ضربات أمريكية، ومن غير المنطقي أن نطالب الخبراء بالتوجه إلى هذه المواقع وتقييم الأضرار في ظل استمرار القصف".

مخاوف من تصعيد إضافي

ويثير قرار البرلمان الإيراني بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مخاوف من تصعيد إضافي في الملف النووي، خصوصًا في ظل الغموض الذي يحيط بحجم الأضرار داخل المنشآت النووية، وخشية الغرب من أن تستغل طهران الوضع الحالي للمضي قدمًا في تطوير قدراتها النووية.

ويرى مراقبون أن تعليق التعاون مع الوكالة قد يُعقّد المشهد السياسي والدبلوماسي بشكل أكبر، خصوصًا أن المنظمة الأممية تُعد الضامن الأساسي لشفافية البرنامج النووي الإيراني، وأي تقييد لعمل مفتشيها قد يعزز الشكوك حول نوايا طهران الحقيقية.

دعوات دولية لضبط النفس

في المقابل، تتوالى الدعوات الدولية من أطراف مختلفة بضرورة ضبط النفس، والعودة إلى مسار التفاوض، لتفادي الانزلاق إلى مواجهة عسكرية شاملة في المنطقة، خاصة أن التوترات الأخيرة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، أدت إلى حالة من القلق العالمي، وسط مخاوف من تهديد أمن الملاحة الدولية، واستقرار إمدادات الطاقة، وإشعال فتيل حرب إقليمية واسعة.

رسائل متبادلة وفرص ضائعة

تأتي هذه التطورات في وقت كانت فيه جهود وساطة عمانية تجري خلف الكواليس لإعادة طهران وواشنطن إلى طاولة المفاوضات، إلا أن التصعيد العسكري الأخير، الذي شمل ضربات إسرائيلية وأمريكية استهدفت منشآت وعلماء إيرانيين، نسف الأجواء الإيجابية، وأعاد الملف النووي إلى نقطة الصفر.

ويؤكد محللون أن طهران باتت تعتمد على ما يُعرف بـ"الكمين المعلوماتي المؤخر"، وهو أسلوب استخباراتي يُبقي العدو في حالة من الغموض وعدم اليقين حول حجم الخسائر أو قدرات الرد الإيرانية، ما يزيد من تعقيد حسابات الخصوم ويُصعّب اتخاذ قرارات حاسمة.

المشهد.. تصعيد أم عودة للمفاوضات؟

يبقى السؤال الأبرز مطروحًا: هل يفتح قرار تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الباب أمام تصعيد لا يمكن احتواؤه، أم أنه مجرد ورقة ضغط تستخدمها طهران في سياق لعبة التفاوض المعقدة مع الغرب؟

الأيام القادمة وحدها كفيلة بالكشف عن اتجاه الأمور، في وقت تبدو فيه المنطقة على صفيح ساخن، والحسابات الدقيقة مطلوبة لتجنب سيناريوهات أكثر خطورة.

إيران، البرنامج النووي الإيراني، تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إسماعيل بقائي، البرلمان الإيراني، الضربات الإسرائيلية، الضربات الأمريكية، منشآت نطنز، منشآت أصفهان، الاتفاق النووي الإيراني، رافائيل جروسي، التوتر في الخليج، إسرائيل وإيران، مفاوضات النووي، أزمة إيران النووية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق