في عملية جريئة وثقتها الكاميرا، نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهد مصوّرة لكمين معقد نفذه مقاتلوها في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة المحاصر، أسفر عن مقتل 7 جنود إسرائيليين، بينهم ضابط، وإصابة آخرين، وفق اعتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتُظهر اللقطات لحظة تسلل أحد مقاتلي القسام بين الآليات العسكرية الإسرائيلية، واعتلائه ناقلة جند من طراز "بوما"، قبل أن يلقي عبوة ناسفة داخل قمرة القيادة مباشرة، ما أدى إلى انفجارها واحتراقها بالكامل، ثم انسحب من الموقع دون أن يُصاب بأذى.

وفي المشهد ذاته، ظهر مقاتل آخر وهو يفجّر ناقلة جند ثانية كانت على بعد أمتار قليلة، باستخدام عبوة ناسفة من نوع "العمل الفدائي"، فيما سمعت أصوات إطلاق نار كثيف خلال العملية، قبل انسحاب المقاتلين من مسافة قريبة وهم يوثّقون احتراق الآليتين.

كما ظهر في المقطع جندي إسرائيلي واقفًا عاجزًا بالقرب من إحدى الناقلتين، بينما وصلت مروحية عسكرية إلى الموقع في محاولة لإجلاء الجرحى، دون أن تتمكن من إنقاذ أيّ من الجنود.

الاحتلال يعجز عن إخماد النيران

وفق شبكة "قدس الإخبارية"، فشل جيش الاحتلال في إطفاء الحريق الذي اشتعل في إحدى الناقلتين، رغم استدعاء قوات إطفاء عسكرية وجرافة من طراز D9 حاولت تغطيتها بالتراب. واضطر الجيش لسحب الناقلة المشتعلة إلى شارع صلاح الدين ثم خارج قطاع غزة، دون إخراج الجنود الذين بقوا بداخلها حتى الاحتراق الكامل.

ولم تُطفأ الناقلة إلا بعد وصولها إلى داخل الأراضي المحتلة، ووفقًا لمصادر عبرية، لم ينجُ أيّ من الجنود الذين كانوا على متنها.

بيان القسام وتفاصيل الكمين

في بيان نشرته كتائب القسام عبر منصة تلغرام، أكدت أن مقاتليها نفذوا الكمين يوم الثلاثاء، واستهدفوا ناقلتي جند وجرافتين عسكريتين إسرائيليتين في منطقة معن جنوب خان يونس، مشيرة إلى استخدام عبوة ناسفة من نوع "شواظ" داخل قمرة قيادة إحدى الناقلتين.

وأضاف البيان أن العملية نُفذت قرب مسجد علي بن أبي طالب، ورُصد هبوط طيران مروحي إسرائيلي لإجلاء الضحايا، وهي عملية استمرت لساعات.

الجيش الإسرائيلي يعترف بمقتل 7 من جنوده

وفي بيان رسمي صباح الأربعاء، أقرّ جيش الاحتلال بمقتل سبعة من عناصر "كتيبة الهندسة القتالية 605"، بعد استهداف إحدى عرباتهم بعبوة ناسفة أدت إلى اشتعال النيران فيها، وفشل الجنود في إخمادها.

هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن التحقيقات الأولية أن العبوة وضعت من قبل أحد الفلسطينيين، وتسببت في احتراق الآلية بمن فيها، قبل أن تُسحب وهي مشتعلة.

وفي حادث منفصل، أصيب جنديان آخران من الكتيبة ذاتها، أحدهما بجروح خطيرة، بعد استهداف جرافة D9 بصاروخ مضاد للدروع خلال عمليات تمشيط مشتركة مع "كتيبة غولاني 51".