أفادت تقارير إعلامية أمريكية بأن الولايات المتحدة بدأت بنقل قاذفات استراتيجية من طراز "بي-2 سبيريت" إلى جزيرة غوام في المحيط الهادئ، في خطوة وُصفت بأنها عرض محتمل للقوة، وسط تصاعد التوتر مع إيران وتداول معلومات عن نقاشات جادة داخل الإدارة الأمريكية بشأن توجيه ضربات محددة ضد منشآت نووية إيرانية.

وذكر موقع ذا أفييشنست العسكري أن مجموعتين من قاذفات "بي-2"، برفقة مقاتلات، غادرتا قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميزوري، وهو ما أكدته لاحقًا صحيفة وول ستريت جورنال نقلًا عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، مع الإشارة إلى أنه لم تُصدر بعد أي أوامر بتنفيذ ضربات جوية.

بدورها، نقلت شبكة NBC عن مسؤولين بالبنتاغون أن الطائرات أقلعت ليل الجمعة – السبت، وهي في طريقها إلى جزيرة غوام، فيما أكدت وكالة رويترز نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أن نقل القاذفات إلى غوام بات أمرًا واقعًا، لكن دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

في السياق ذاته، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن نقل قاذفات "بي-2" قد يكون بمثابة استعراض للقوة في الوقت الذي يناقش فيه الرئيس دونالد ترامب، خطةً لضرب منشأة نووية رئيسية في إيران.

وفي ظل هذا التصعيد، نقلت شبكة CNN عن مسؤولين أمنيين أمريكيين أن أجهزة الاستخبارات وجهات إنفاذ القانون تعيد مراجعة قاعدة البيانات المتعلقة بمشتبه بارتباطهم بحزب الله داخل الولايات المتحدة، وسط مخاوف من احتمال نشوء تهديدات أمنية داخلية نتيجة لتفاقم المواجهة الإقليمية، رغم التأكيد على عدم وجود تهديدات مؤكدة حتى الآن.

على صعيد ميداني، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه شن غارات جوية على مواقع عسكرية إيرانية في قلب إيران باستخدام نحو 60 طائرة مقاتلة، مؤكدًا أنه ألحق أضرارًا كبيرة بقدرات إيران الصاروخية، ودمر منصات ومخازن ذخيرة، كما منع نقل الأسلحة إلى "وكلاء إيران" في المنطقة، على حد زعمه.

كما صرح الجيش الإسرائيلي بأنه اعترض عددًا محدودًا فقط من المسيّرات التي أطلقتها إيران، وأشار إلى أن طائراته الحربية شنت مؤخرًا هجمات استهدفت 3 مقاتلات إيرانية من طراز "إف-14"، إضافة إلى غارات جارية على بنى تحتية عسكرية وسط إيران.

وفي مقابل ذلك، حذر المتحدث باسم مقر خاتم الأنبياء في إيران من أن أي مساعدة عسكرية تقدمها الدول الغربية لإسرائيل ستكون مشاركة مباشرة في العدوان، مؤكدًا أن "الكيان الصهيوني يعاني من نقص حاد في الذخائر والمعدات".

في السياق، وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن مسؤولين كبارًا يتوقعون استمرار المعركة لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة، في حال لم تنضم الولايات المتحدة بشكل مباشر إلى الحرب، وهو ما سيُطرح خلال جلسة تقييم أمنية نهاية الأسبوع المقبل.

وفي تطور مرتبط، كشفت صحيفة التايمز البريطانية أن واشنطن بحاجة إلى إذن رسمي من لندن لاستخدام قاعدة "دييغو غارسيا" – الواقعة في المحيط الهندي والخاضعة للسيادة البريطانية – لشن أي ضربات عسكرية، ما يضيف بُعدًا دبلوماسيًا معقدًا للتحركات الأمريكية.