في تطور لافت على مسرح التصعيد الإيراني الإسرائيلي، أعلنت إسرائيل، اليوم الاثنين 16 يونيو 2025، تنفيذ سلسلة من الغارات الجوية الواسعة على مواقع داخل إيران، استهدفت منصات إطلاق صواريخ "أرض– أرض" ومراكز تخزين وإطلاق في قلب العمق الإيراني، وذلك في إطار ما وصفته تل أبيب بعمليات دفاعية استباقية ضد تهديدات صاروخية مباشرة.

وبحسب ما صرح به المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، فإن إسرائيل نجحت حتى الآن في تدمير أكثر من 120 منصة إطلاق، أي ما يعادل أكثر من ثلث مجمل منصات صواريخ "أرض– أرض" التابعة لإيران، منذ بداية العملية العسكرية الأخيرة.

غارات دقيقة وعمليات جوية معقدة في أصفهان

في منشور على منصة "إكس"، أوضح أدرعي أن سلاح الجو الإسرائيلي نفّذ الليلة الماضية بضع موجات من الغارات المكثفة على أهداف عسكرية داخل مدينة أصفهان وسط إيران، مستخدمًا قرابة 50 طائرة مقاتلة وقطعة جوية، في واحدة من أكبر العمليات الجوية خلال هذه الجولة من التصعيد.

وتركّزت الضربات على مواقع تخزين صواريخ باليستية ومنصات جاهزة للإطلاق، إلى جانب مقرات تمركزت فيها خلايا إيرانية مختصة بإطلاق الصواريخ باتجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بحسب البيان الرسمي.

تحييد صواريخ قبل لحظات من الإطلاق

واحدة من أبرز النقاط التي سلّط عليها أدرعي الضوء، كانت القدرة على رصد وتدمير أكثر من 20 صاروخًا باليستيًا قبل لحظات من إطلاقها، في عملية وصفها بـ"الناجحة والمعقدة"، جرت بتنسيق بين الوحدات الجوية والاستخبارية، وتم خلالها اعتراض الصواريخ في مرحلة ما قبل الإطلاق.

كما أشار المتحدث إلى أنه جرى استهداف خلية إيرانية أثناء تحضيرها لإطلاق صواريخ "أرض– أرض" على إسرائيل، حيث تم رصدها بدقة وتصفية أفرادها من الجو، إلى جانب تدمير الصواريخ الجاهزة للإطلاق في الموقع نفسه.

حرب المنصات.. إسرائيل تسابق الزمن

تصريحات الجيش الإسرائيلي تؤكد أن المواجهة الحالية باتت تتركز على ما تسميه تل أبيب "حرب المنصات"، حيث تسعى إلى تقويض قدرة إيران على تنفيذ أي ضربة صاروخية شاملة ضدها، وذلك عبر استهداف البنية التحتية لإطلاق الصواريخ في العمق الإيراني قبل أن تدخل حيز التهديد المباشر.

وتشير التقديرات إلى أن إيران تمتلك مئات من منصات إطلاق الصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، بعضها موزع على مناطق جغرافية متعددة، بما في ذلك قواعد تحت الأرض، ما يجعل عملية الرصد والاستهداف أكثر تعقيدًا.

مخاوف من التصعيد الشامل

الضربات الإسرائيلية الأخيرة قد تحمل في طياتها مؤشرات على مرحلة جديدة من المواجهة المباشرة بين الدولتين، وسط مخاوف من خروج الأوضاع عن السيطرة في حال قررت طهران الرد بطريقة مكثفة ومباشرة، سواء عبر وكلائها الإقليميين أو بصواريخ بعيدة المدى تستهدف الداخل الإسرائيلي.

ويرى محللون أن ما يجري يعكس تحوّلاً في قواعد الاشتباك، إذ باتت إسرائيل تسعى إلى تقويض أي تهديد محتمل قبل أن يُترجم إلى هجوم فعلي، وهو ما قد يدفع إيران إلى اعتماد تكتيكات بديلة تعتمد على التخفي والرد غير التقليدي، بما في ذلك عبر ميليشيات حليفة لها في سوريا والعراق ولبنان.

إسرائيل، إيران، صواريخ أرض أرض، منصات الصواريخ الإيرانية، سلاح الجو الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عملية أصفهان، صواريخ باليستية، الحرب الإيرانية الإسرائيلية، التصعيد العسكري، تدمير المنصات، الضربة الجوية الإسرائيلية، الجبهة الداخلية الإسرائيلية، خلية إطلاق صواريخ، أمن الشرق الأوسط.