في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، وتزايد المخاوف من حرب إقليمية شاملة، انتشر مقطع فيديو مثير للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي يزعم أنه يُظهر لحظة "فرار" عدد من الطيارين والجنود الإسرائيليين من قواعدهم العسكرية، خوفًا من الرد الإيراني المحتمل على الغارات الإسرائيلية الأخيرة، لكن، بعد التحقق، تبيّن أن القصة مختلفة كليًا.

الفيديو المتداول.. مشهد درامي خارج سياقه

المقطع الذي حصد آلاف المشاهدات يُظهر مجموعة من الرجال يرتدون زيًا عسكريًا يسيرون على طريق عام، فيما يحاول أحد المدنيين اعتراض طريق أحدهم وسط حالة من الفوضى والتعليقات المصاحبة التي تزعم أنهم "طيارون فرّوا من الخدمة العسكرية".

سرعان ما انتشر الفيديو على نطاق واسع، ورافقت انتشاره تعليقات تتحدث عن حالة انهيار داخل الجيش الإسرائيلي، وفقدان الروح المعنوية بين القوات، وهو ما غذى موجة من التحليلات غير الدقيقة حول الوضع الداخلي في إسرائيل.

الحقيقة خلف الفيديو.. قديم ولا علاقة له بالتصعيد الإيراني

بعد التحقق من مصادر موثوقة، اتضح أن الفيديو لا يمت بصلة إلى التطورات الحالية، الفيديو في الأصل يعود إلى نوفمبر 2024، وتم نشره للمرة الأولى من قبل صحفي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الذي أوضح آنذاك أن المشهد يُظهر مجموعة من ضباط "شرطة الحدود" أثناء توجههم لإخماد حريق أشعله متظاهرون في تل أبيب خلال احتجاجات على خلفية إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت.

أما الشخص الذي اعترض طريق أحد الضباط، فقد كان متظاهرًا مناهضًا للحكومة، وليس مدنيًا يوثّق عملية هروب، كما ادّعى ناشرو المقطع.

التوقيت الحساس و"فبركة الحقيقة"

يأتي تداول هذا المقطع في لحظة بالغة الحساسية، حيث تشتد الحرب الكلامية بين طهران وتل أبيب، وتتكثف التحركات العسكرية على عدة جبهات، ما يجعل الجمهور أكثر عرضة لتصديق الشائعات والمقاطع المفبركة أو الخارجة عن سياقها.

الخبراء حذروا من تداول مثل هذه المقاطع دون التحقق منها، مشيرين إلى أن الحرب الإعلامية باتت موازية تمامًا للمعارك الفعلية، وتلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الرأي العام المحلي والدولي.

خلاصة المشهد

في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين إيران وإسرائيل، من الضروري التمييز بين المعلومات الدقيقة والمضللة، خصوصًا في ظل محاولة بعض الأطراف توظيف المحتوى القديم لإثارة الرأي العام وبثّ الذعر أو التهويل من جانب، أو الترويج لانتصارات وهمية من جانب آخر. الفيديو المتداول لا يوثق هروبًا عسكريًا إسرائيليًا، بل لحظة من لحظات الاحتجاجات الداخلية التي شهدتها إسرائيل أواخر عام 2024.

فرار الطيارين الإسرائيليين، فيديو إرم، تصعيد إيران وإسرائيل، الجيش الإسرائيلي، جنود إسرائيل، هروب الطيارين، حرب إعلامية، التحقق من الفيديوهات، مظاهرات إسرائيل 2024، إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، احتجاجات تل أبيب، شرطة الحدود الإسرائيلية، فبركة الفيديوهات، الحرب النفسية، الأخبار المزيفة، وسائل التواصل الاجتماعي، أخبار إسرائيل، التوتر في الشرق الأوسط