كشفت إيران عن ما وصفته بـ"أكبر إنجاز استخباراتي" ضد إسرائيل، مشيرة إلى حصولها على آلاف الوثائق السرية المرتبطة بالمنشآت النووية الإسرائيلية، مما يمنح طهران قدرة على "الرد الفوري" على أي اعتداء محتمل على منشآتها النووية.

مجلس الأمن القومي الإيراني: الرد سيكون فوريًا ومكافئًا

أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني أن الوثائق النووية الإسرائيلية التي حصلت عليها إيران ستمكنها من الرد المباشر على أي هجوم إسرائيلي محتمل ضد منشآتها النووية، مؤكدًا أن المنشآت النووية السرية للكيان الصهيوني ستكون الهدف في حال وقوع أي اعتداء.

ووصف المجلس هذا الاختراق بأنه "إنجاز استخباراتي كبير" و"غنيمة ثمينة"، مضيفًا أن العملية تمت نتيجة تخطيط ذكي وإجراءات هادئة وغير صاخبة. وأشار إلى أن اكتمال "الحلقة بين العمل الاستخباراتي والعملياتي" قد مكن القوات الإيرانية من الاستعداد الكامل لأي سيناريو هجومي من قبل إسرائيل.

وشدد المجلس على أن أي عمل عدائي يستهدف البنى التحتية الاقتصادية أو العسكرية الإيرانية سيُقابل برد دقيق ومتكافئ، لافتًا إلى أن "بنك أهداف" الكيان الصهيوني أصبح الآن على طاولة القوات المسلحة الإيرانية.

الطاقة الذرية الإيرانية: مضاعفة قدرة المحطات النووية ثلاث مرات

من جهته، أعلن محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ونائب رئيس الجمهورية، بدء تنفيذ برنامج جديد يهدف إلى زيادة القدرة الإنتاجية لمحطات الطاقة النووية في البلاد إلى ثلاثة أضعاف.

وخلال مؤتمر صحفي عقب لقائه بأعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى، أوضح إسلامي أن الصناعة النووية الإيرانية دخلت مرحلة التنفيذ الفعلي، وتجاوزت مراحل البحث والدراسات، معتبرًا إياها "رمزًا للتقدم والقوة الوطنية"، وشدد على أن الشعب الإيراني متمسك بقوة بهذه الثروة الإستراتيجية.

وأشار إلى إحراز تقدم في إنشاء الوحدتين الثانية والثالثة من محطة بوشهر النووية، لافتًا إلى أن عملية تركيب الحلقة الثانية من مفاعل الوحدة الثانية بدأت يوم الأحد، وأن سمك جدار المفاعل يبلغ 2.5 متر، بينما يبلغ ارتفاع الحلقة الثانية 11 مترًا، وستُستكمل تدريجيًا حتى يبلغ ارتفاع المبنى 90 مترًا.

كما زار أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني مفاعل "فخري زاده البحثي" في طهران ومختبرات إنتاج الأدوية الإشعاعية.

إسماعيل خطيب: حصلنا على وثائق من إسرائيل والغرب

بدوره، أعلن وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب أن جهاز الاستخبارات الإيراني تمكن من الحصول على وثائق استراتيجية حساسة من إسرائيل، من بينها جميع الوثائق النووية الإسرائيلية، مضيفًا أن هذه الوثائق نُقلت إلى داخل إيران.

وأشار خطيب إلى أن الوثائق التي سيتم الكشف عنها قريبًا تشمل معلومات تتعلق بمشاريع نووية إسرائيلية وأخرى استراتيجية، كما كشف عن الحصول على وثائق تخص الولايات المتحدة وأوروبا ودولًا أخرى دون ذكر التفاصيل.

سلامي: أسقطنا أسطورة الموساد وسنُصيب بدقة

في السياق ذاته، وصف القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، العملية الأمنية الأخيرة بأنها "انتصار عظيم ومفاجئ" وأطلق عليها اسم "طوفان الأقصى 2". وأكد أن العملية نجحت في اختراق البنى التحتية الأمنية والنووية والعسكرية للكيان الصهيوني.

وأشار سلامي إلى أن كمية ضخمة من الوثائق نُقلت بأمان إلى داخل إيران، وأن هذا الإنجاز أسقط أسطورة تفوق جهاز الموساد الإسرائيلي. وأكد أن هذه المعلومات ستُستخدم في زيادة دقة صواريخ إيران و"تعزيز مسار تدمير الكيان الصهيوني".

خلفية التوتر النووي: مفاوضات متعثرة بين طهران وواشنطن

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة توترًا متصاعدًا، إذ تُصر واشنطن على وقف إيران الكامل لتخصيب اليورانيوم كشرط أساسي لإعادة إحياء الاتفاق النووي وتخفيف العقوبات، فيما تُصر طهران على الاحتفاظ بحقها في التخصيب لأغراض سلمية وتعتبر الضغوط الغربية "غير قانونية".

ويحذر مسؤولون أميركيون من أن استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم بمستويات مرتفعة يجعلها أقرب إلى "العتبة النووية"، بينما تُؤكد طهران سلمية برنامجها النووي وتتهم الولايات المتحدة بالتنصل من التزاماتها في اتفاق 2015، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018.