يتجه الدولار الأمريكي نحو تسجيل خامس تراجع شهري على التوالي، في ظل تصاعد الضبابية بشأن مستقبل السياسة التجارية الأمريكية، ووسط ترقب الأسواق لبيانات التضخم المرتقبة اليوم الجمعة، التي قد تحدد مسار السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.

وشهدت العملة الأمريكية أسبوعاً مليئاً بالتقلبات، حيث انخفض الدولار في نهاية جلسة أمس الخميس، بعدما أعادت محكمة اتحادية فرض رسوم جمركية ضخمة كان الرئيس السابق دونالد ترامب قد أقرها، وذلك بعد يوم واحد فقط من قرار محكمة تجارية بوقفها.

في تعليق له، عبّر ترامب عن أمله في أن تتدخل المحكمة العليا لإلغاء قرار المحكمة التجارية، بينما ألمح مسؤولون مقربون منه إلى إمكانية استخدام سلطات رئاسية بديلة لضمان إعادة فرض الرسوم، ما أشعل حالة من الترقب في الأسواق العالمية.

الأسواق تتجنب الدولار

مع تصاعد حالة الغموض، بدأ المستثمرون في تجنب الأصول الأمريكية والبحث عن ملاذات بديلة، في ظل مخاوف متزايدة من أن تؤثر التقلبات السياسية والتجارية على قوة الاقتصاد الأمريكي.

وقال كايل رودا، كبير محللي الأسواق لدى "كابيتال دوت كوم":

"ما نراه هو بداية مصدر جديد من عدم اليقين، وليس نهاية لمصدر قديم. الأسواق في حالة حذر شديدة".

أداء العملات العالمية

وسجّل اليورو ارتفاعًا طفيفًا إلى 1.1378 دولار، قبيل صدور بيانات التضخم الألمانية. فيما استقر الفرنك السويسري عند 0.8225 للدولار.

ورغم ارتفاع طفيف لمؤشر الدولار بنسبة 0.16% إلى 99.416 نقطة، إلا أنه يتجه لتسجيل تراجع شهري بنسبة 0.25%، في أطول سلسلة خسائر شهرية منذ عام 2020.

وبحسب مؤشرات الأسواق، فإن الدولار يتجه للتراجع أمام اليورو، الجنيه الإسترليني، والفرنك السويسري خلال مايو.

تحركات آسيوية حذرة

وسجّل الين الياباني ارتفاعًا بنسبة 0.3% إلى 143.80 للدولار، بعد بيانات أظهرت أن التضخم الأساسي في طوكيو بلغ أعلى مستوى له منذ أكثر من عامين، مما يعزز التوقعات بقيام بنك اليابان برفع أسعار الفائدة.

لكن رغم هذا، يتجه الين نحو أول خسارة شهرية له أمام الدولار منذ بداية العام.

أما الدولار الأسترالي فقد تراجع قليلاً إلى 0.6431 دولار، فيما استقر الدولار النيوزيلندي عند 0.5968 دولار في أحدث التداولات.

أنظار المستثمرين نحو التضخم

وبينما لم تُحدث بيانات إعانات البطالة ونمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي تأثيرًا كبيرًا على الأسواق أمس، فإن الرهان الأكبر اليوم يبقى على بيانات التضخم ونفقات الاستهلاك الشخصي، والتي ستحدد بشكل كبير توجهات الفيدرالي الأمريكي في اجتماعاته القادمة.

في ظل تلك التوترات، تظل الأسواق في حالة ترقب وانتظار، بينما يستمر الدولار في مواجهة ضغوط متعددة قد تمتد إلى الشهور المقبلة إذا استمرت الضبابية السياسية والتجارية على حالها.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك