حمدان وسلطان.. «رحلة توأم في عصر الذكاء الاصطناعي»

الإمارات اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حمدان وسلطان.. «رحلة توأم في عصر الذكاء الاصطناعي», اليوم السبت 28 يونيو 2025 12:16 صباحاً

بين دفاتر المدرسة ومفاتيح البرامج الذكية، ينسج التوأم الإماراتي حمدان وسلطان الشحي مستقبلاً لا يشبه ما يتوقعه الكثير من أبناء جيلهما، خصوصاً أنهما لم يتجاوزا بعد 12 عاماً من عمرهما، ويجلسان على طاولة العمل في منزل العائلة في الفجيرة، حيث تحولت غرفتهما الأثيرة إلى مختبر صغير، تتناثر فيها كتبهم المدرسية، والأجهزة اللوحية، وأوراق الرسم، وكتيبات التصميم وصولاً إلى شاشة صغيرة تعرض شروحات مصورة. ومع إطلاق قناتهما على منصة «إنستغرام»، تحولت تجربة التوأم الإماراتي إلى منصة تعليمية مصغرة لطرح مختلف المحتويات التقنية ومفاهيم الذكاء الاصطناعي بلغة طفولية سلسة ومبسطة، كما أنهما قاما بتأليف كتاب عنوانه «رحلة توأم في عصر الذكاء الاصطناعي»، وهو كتاب موجه للأطفال واليافعين، يسلط الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي في حياة الإنسان اليومية، وتم اعتمادهما من برنامج دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة «سفيري الحياة الرقمية الآمنة»، لدورهما في تقديم ورش توعوية لطلبة المدارس في هذا المجال.

شرارة البدايات

«هنا لا مكان للضجر، فكل شيء بدأ بمسابقة».. بهذه العبارة أحب حمدان أن يبدأ حديثه مع «الإمارات اليوم»، مستعيداً ألق بدايات تعلقه وشقيقه التوأم سلطان بعوالم التقنية والذكاء الاصطناعي قائلاً: «كنا في الصف الخامس حين طلب منا المشاركة في مسابقة مدرسية لتصميم أجمل فيديو لرؤية الإمارات 2030 باستخدام برامج مثل (باوتون)، الأمر الذي دفعنا إلى تعلم أساسيات البرنامج والتمكن من تفاصيله والفوز بالمركز الأول». وأضاف: «كما أتيحت لنا فرصة ثانية للمشاركة في إعداد تصاميم طائرات مستقبلية باستخدام برنامج مثل (ميكر أمبير)، وبرمجة لعبة باستخدام برنامج (سكراتش)، وفتحت لنا هذه المسابقات بوابة نحو عالم جديد».

لم يكن الفوز بالمركز الأول بالنسبة لحمدان وسلطان مجرد نصر مدرسي عابر، بل بداية لمرحلة جديدة ومثمرة، فقد سارعت والدتهما إلى دفعهما نحو توسيع إطار تجربتهما وإنشاء صفحة خاصة على منصة «إنستغرام»، كما ساعدتهما بحكم تكوينها الأكاديمي وعملها السابق في مجال تقنية المعلومات على اكتشاف البرامج الخاصة بالتصميم والذكاء الاصطناعي، لتتحول معها لحظات الاكتشاف إلى شغف حقيقي وصفته قائلة: «حين رأيت سلطان ينجح في تحويل الرسومات في كتب شقيقته الورقية إلى صور رقمية، أدركت أن لديه شيئاً مميزاً، فيما أدركت مع مرور الوقت أن حمدان يمتلك رؤية لافتة في تصميم السيارات، اعتماداً على برنامج الذكاء الاصطناعي دون أن يطلب منه أحد ذلك»، متابعة: «لم أستطع أن أتجاهل هذه الشرارة، كما لم أرد لهما فقط أن يتعلما، بل أن يطلقا طاقتهما، ويشاركا ما يحبانه مع الآخرين، لهذا السبب أنشأت لهما قناة رقمية خاصة أعتبرها امتداداً لحلم شخصي كنت أؤمن بتحقيقه منذ زمن طويل».

دبلوم الذكاء الاصطناعي

بدعم والدتهما التي آمنت بموهبتهما، التحق حمدان وسلطان بعدد من الورش والدورات المتخصصة في مجال التصميم والذكاء الاصطناعي، ونالا بعد 3 أشهر دبلوم الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من أن البرنامج كان موجهاً للكبار، نجح التوأم في التخرج في البرنامج ونيل الشهادة، إذ أكد سلطان: «تعلمنا بسرعة وأصبحنا نتقن استخدام الذكاء الاصطناعي في العروض التقديمية، فيما تعرفنا خلال هذا الدبلوم على موقع (ماجيك سكول) الذي يساعد الطلبة والمعلمين على توليد الاختبارات والأنشطة بسرعة وسهولة، فأعجبنا بهذا الموقع وقررنا مشاركة هذه الفائدة مع أصدقائنا ومتابعينا على (إنستغرام)».

بعد أن نشأت قناتهما على منصة «إنستغرام»، تحولت تجربة التوأم الإماراتي إلى منصة مصغرة لطرح مختلف المحتويات التقنية ومفاهيم الذكاء الاصطناعي بلغة طفولية سلسة ومبسطة. وفي هذا الصدد، أكد سلطان: «أصدقاؤنا يرسلون لنا ورقة فيها أسئلة: كيف نرسم؟ كيف نحفظ الوقت؟ كيف نحول أصواتنا إلى فيديو كرتوني؟ فنقوم بتجربة الطريقة ونصوّر الشرح ونرفعه من ثم على قناتنا الرقمية». وأضاف: «في إحدى المرات طلب منا المدرس تحويل درس في التربية الإسلامية إلى عرض تفاعلي باستخدام أدوات ذكية، فلم نتردد لحظة، حيث نجحنا في تحويل النصوص إلى صور متحركة، أضفنا رموزاً وشخصيات، تحول معها إلى قصة بصرية ممتعة».

طفولة وطموحات

على الرغم من تفوقهما الدراسي، ودخولهما عوالم الرقمي من بوابة صناعة المحتوى التقني والمعرفي، فإن حمدان وسلطان يعيشان طفولة طبيعية وفق ضوابط أسرية محددة ورزنامة خاصة لتنظيم الوقت، حيث أوضحت والدتهما قائلة: «لا يسمح لهما باستخدام الأجهزة لأكثر من ساعة في اليوم، لكنهما يحسنان استغلال كل دقيقة في التعلم والابتكار»، في الوقت الذي يجد سلطان في الرسم الرقمي متنفسه الفني. وعن هذا الشغف قال سلطان: «أحب البرامج التقنية الخاصة برسم الشخصيات الكرتونية والطبيعة، وأحياناً تحويل الرسم الورقي إلى رسم رقمي، ثم أجعلها تتحرك وتنبض بالحياة».

أما حمدان فيزداد شغفه يوماً بعد يوم بالبرمجة، قائلاً: «أريد أن أكون مبرمجاً كبيراً في المستقبل. ليس فقط لأكتب أكواداً، بل لأصمم أدوات تعليمية تسهل الدراسة، لأننا جيل يحب السرعة، والذكاء الاصطناعي يساعدنا على أن نفهم ونبدع بشكل أفضل، لهذا أريد أن أجعل الذكاء الاصطناعي صديقاً للطلاب، وليس شيئاً معقداً صعب الفهم».


سفراء

لم يكن الإبداع التقني وحده ما يميز تجربة التوأم حمدان وسلطان، فقد تم اعتمادهما من برنامج دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة «سفيري الحياة الرقمية الآمنة» اللذين ينشران جودة الحياة الرقمية، ويعززان الوعي الرقمي بين أطفال المجتمع، في الوقت الذي نجح فيه حمدان وسلطان في تقديم أكثر من 15 ورشة توعوية لطلبة المدارس حول الاستخدام الآمن للإنترنت، وطرق حماية حساباتهم والتعامل بحذر مع بعض المعلومات والمواقع.


رحلة توأم

في نوفمبر 2024 نجح حمدان وسلطان في تأليف كتاب عنوانه «رحلة توأم في عصر الذكاء الاصطناعي»، وهو كتاب موجه للأطفال واليافعين، يسلط الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي في حياة الإنسان اليومية، فيما يتناول مغامرة تعليمية يخوضها توأم شغوف بالتقنية يتعرفان خلالها على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وأثرها في مجالات متعددة مثل التعليم والمستقبل المهني.

ويدمج الكتاب الخيال بالعلم بطريقة مبسطة وممتعة لتوعية الجيل الناشئ بالتطورات التقنية، وذلك بأسلوب قصصي قريب من واقعهم وبلغة تتناسب مع أعمارهم.

وأقيم حفل توقيع الكتاب ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب وشهد إقبالاً كبيراً من الزوار والمهتمين بعالم الطفل والتقنية.


حمدان الشحي:

. كنا في الصف الخامس حين طلب منا المشاركة في مسابقة مدرسية لتصميم أجمل فيديو لرؤية الإمارات 2030 باستخدام برامج مثل «باوتون».

سلطان الشحي:

. أحب البرامج التقنية الخاصة برسم الشخصيات الكرتونية والطبيعة، وأحياناً تحويل الرسم الورقي إلى رسم رقمي، ثم أجعلها تتحرك وتنبض بالحياة.

والدة حمدان وسلطان:

. لم أرد لهما أن يتعلما فقط وإنما أن يطلقا طاقتهما أيضاً، ويشاركا ما يحبانه مع الآخرين، ولهذا السبب أعتبر قناتهما الرقمية امتداداً لحلم شخصي كنت أؤمن بتحقيقه منذ زمن طويل.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق