لا الجيوش المتأمركة ولا الدبلوماسية المتأوربة ، الحرب تحسمها القوة الوطنية

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لا الجيوش المتأمركة ولا الدبلوماسية المتأوربة ، الحرب تحسمها القوة الوطنية, اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 06:50 مساءً

لا الجيوش المتأمركة ولا الدبلوماسية المتأوربة ، الحرب تحسمها القوة الوطنية

نشر بوساطة صلاح الداودي في الشروق يوم 25 - 06 - 2025

2358153
يقول عباس عراقجي في كتابة "قوة التفاوض، مبادئ وقواعد السياسة والدبلوماسية": "تعتبر المفاوضات السياسية فنا، لكنه لا يحقق شيئا بمفرده، وما يحدد نتائج المفاوضات السياسية هو مقومات القوة الوطنية". ويستعرض مستوياتها انطلاقا من الصفحة 96، إن في بعد القدرة العسكرية أو في جانب التنمية الإقتصادية... وهكذا يعمم الأمر، بدرجات وأساليب مختلفة، في أي مفاوضات رسمية أو غير رسمية أو شبه رسمية. من الملفت أيضا قوله: " المفاوضات فن الدبلوماسية وتعزيز الدبلوماسية يعني خفض التكاليف وترسيخ المكتسبات والنصر في زمن السلم وكذلك الحرب ". ويؤكد، وهذا هو الأهم، "اللاعب الذي لا تصل قدراته إلى المستوى الإقليمي أو العالمي، لا يمكنه تشجيع الآخرين على التفاوض معه، ولن يتسنى له تحقيق أهدافه بالتفاوض".
مهما يكن من قول ومن فكر ومن فن ومن خبرة ومن خيارات، ما يجري بالمقابل، هدفه التدمير من خلال الهيمنة والعدوان. ولا ود فيه ولا طائل منه ولا ينطبق إلا بالقوة ولا تنطبق عليه إلا قواعد القوة. ربما مع الجوار يتوخى الأخذ والعطاء والمرونة والتوازن حتى إذا بلغ الأمر استخدام القوة المشروعة ضد أي احتلال. وهنا يأتي كلام وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف: "لا يمكن لأية علاقة متجردة من الحوار أن تظل راسخة ولطيفة، ما لم تصل إلى درجة الشغف والمودة الراقية، كما يقول حافظ الشيرازي، بحيث لا يكون أقرب إلى حوار لا طائل منه".
في هذه الحرب التحريرية الوجودية التي يتحدد بها ومعها مصير المنطقة وشعوبها ويتحدد إلى درجة كبير مآل مجهودات الإنسانية من أجل تخطي آثار الاحتلال المدمر والهيمنة المدمرة التي تعيشها أمتنا وتتحملها الإنسانية الحرة جمعاء، وفي واقع هذا القيام الحاسم لخيار المقاومة والمواجهة، تبدو كل دبلوماسية بعيدة جدا عن حسم عدة أمور مصيرية حتى إذا كانت عنوان قوة ومورست على قواعد القوة وحققت أهدافا قوية.
نعتقد ان المواجهة العسكرية الثانية الإيرانية - الصهيو-أطلسية شبه حتمية في هذه الظروف الإقليمية والدولية عاجلا أو آجلا. وعليه، وربطا بمقالنا السابق المعنون "عوائق قاتلة في قلب الحرب التي لن تنتهي حتى تجرفها"، نورد الملاحظات التالية:
عندما نتحدث عن تحرير فلسطين يجب أن نعرف عما نتحدث. كل حرف من أجلها جزء من المعركة فما بالك كل صاروخ. كل إبرة وليس كل برنامج نووي يصب في مصلحتها. كل حي صغير في العالم يخرج عن هيمنة قوى الاحتلال العالمي يساعد على تحريرها فما بالك بتحرر شعوب ودول. كل قطرة دم ترويها في أي مكان من العالم تسكب. كل صفعة وليس كل هزيمة لأي عدو. كل مواجهة حتى لفظية مع قوى الاحتلال العالمي فما بالك عسكرية.
يبقى من المهم معرفة ما يلي: بحسب الكتب يتمثل مشروع إيران في المساعدة على احاطة فلسطين المحتلة بقوى المقاومة والعمل على اخلاء الأراضي المحتلة من العدو وقيام الفلسطينيين باستفتاء عام على الحكم لاحقا.
السؤال هو كيف ومتى يعلن صاحب الأرض أي الفلسطيني عن مشروع تحرير جماعي ويطلب من الشعوب والدول التي يشاء المشاركة فيه عسكريا وبوضوح وعلنيا وأمام العالم كله؟
لن يقفز أحد على أهل الأرض من أي جغرافيا ومن فوق رؤوس الكل ليحارب العالم وحده وليقول لك بعد ذلك خذوها لقد حررناها ومن يفعل ذلك من المؤكد ان بعض القوى الفلسطينية ستخزيه أمام العالم وتسقطه معنويا وتضيع تضحياته أمام شعبه وشعوب الدنيا.
ومع ذلك وما دامت قضية الإنسانية وقضية كل مؤمن بها على أي أساس كان، قلنا من البداية ان المعادلة يجب أن تكون كلية وحددنا ضرورات ذلك في عدة نقاط منشورة أهمها القبول الفلسطيني.
في المستقبل مهما كان من سيحارب لوحده أو مع آخرين سيتم القفز على هذا العائق ببساطة لأن الوقوف عند هذا سوف يتحول إلى تهديد وجودي لأي مقاوم ما لم يعمل على إزالة هذا العدو من الوجود. لا يمكن لعاقل أن يخسر وجوده ووجود فلسطين معا ثم يصبح نسيا منسيا في مزابل الذين تركوا القضية بطبعهم وأصبحوا أوصياء أوهام مدمرة.
كان محقا جدا ذلك الرجل (جمال حمدان) الذي قال يوما نحن وفلسطين مرتبطان وجودا وعدما.
في وقت من الأوقات تقصر أو تطول سنكون أمام حتمية مواجهة مباشرة ثانية بين إيران والعالم. نرجو أن تكون حربا فاصلة. وشرط ذلك أن تكون الحرب على معادلة وجودية كلية تشمل كل القضايا في أفق النصر الوجودي النهائي بالأهداف والنتائج وتتجاوز كل العوائق. لا أحد يعرف كيف سيكون سلوك كل من هو معني بذلك في هذا العالم. ولكن القناعة ان كل من سيصطف مع حلف العدوان بشكل أعمى على أساس غير أساس المعرفة بكل أنواعها سيأتي يوم ويذر عليه رماد المهزومين المطرودين من الأرض تحت النار، وكل مسوخهم ونسخهم.
حاربوا أقوياء وسينصركم الله. البقية، لا التنديد ولا الشجب لأي طرف كان سينفعكم. ربما عليكم ببيانات استغفار فقط كما قال صديق.
لن يتغيروا إلا بالنتيجة النهائية التي سوف تحصل يوما. ونحن نعتبرها حربا وجودية تحريرية شاملة لأنها حرب معرفية وحرب ثقافية ولن يتغير شيء في الرؤوس وفي النفوس إلا بالقوة أي بالحرب العسكرية. عند ذلك الوقت سيفرض معيار جديد للحقيقة على الجميع. الأحرار فقط حسموا الخيار الفلسفي المعرفي والثقافي وبالتالي السياسي والأخلاقي والنفسي والحضاري وهذا جزء مهم جدا من النصر في هذه الحرب الوجودية التحريرية قبل هذه الجولة-المعركة وبعدها.

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق