قال رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب موسى المعايطة، إن الهيئة ملتزمة بنهج الشفافية كأساس مستدام لعملها، مشيرا الى أن هذا النهج لم يأت من فراغ بل بتوجيه ملكي واضح لمجلس مفوضي الهيئة، انسجاما مع الشفافية في الدولة الأردنية في المحافل كافة.

جاء ذلك خلال حفل إطلاق مشروع تمكين الشباب في تعزيز نزاهة الأحزاب الثلاثاء والذي نظمه مركز الشفافية الأردني بالتعاون مع الهيئة المستقلة للانتخاب، وبدعم من صندوق الملك عبدالله للتنمية، ومشروع تمكين لدعم المشاريع السياسية.

وبين أن الهيئة المستقلة للانتخاب ولغايات ترسيخ مبدأ الشفافية والعدالة، شكلت في الانتخابات النيابية الأخيرة لجنة لمراقبة تمويل الحملات الانتخابية وضبط الإنفاق المالي للقوائم المرشحة برئاسة الأمين العام للهيئة وعضوية ممثلين عن البنك المركزي، وهيئة النزاهة ومكافحة الفساد، وديوان المحاسبة، وجمعية البنوك، ووحدة غسيل الأموال، بهدف مراقبة تمويل الحملات الانتخابية، والتأكد من شرعية ومطابقة الإنفاق للحد الأقصى المسموح به، بالإضافة إلى مراجعة الحسابات البنكية المرتبطة بالقوائم الانتخابية.

وأضاف المعايطة، أن المشروع يركز على بناء قدرات الشباب وتفعيل أدوات الحوكمة داخل الأحزاب وإنتاج محتوى توعوي لتعزيز المشاركة السياسية النزيهة، وينسجم مع مرتكزات عمل الهيئة المستقلة للانتخاب، لافتا إلى حرص الهيئة على دعم مشاركة الشباب وتعزيزها بكافة السبل مثل برنامج "أنا أشارك"، والذي نظمته الهيئة، وشارك به آلاف الطلبة من مختلف الجامعات الأردنية.

وأكد المعايطة ضرورة ممارسة الشفافية داخل الأحزاب والتركيز على معايير الحوكمة الرشيدة وأن تتماشى معايير النظام الداخلي للحزب مع القانون، حفاظا على استمرارية مشروع التحديث السياسي، والذي يعتبر ترجمة حقيقية لرؤية الدولة الأردنية، ومن أجل هذا عملت الهيئة على إطلاق منصة إلكترونية للأحزاب السياسية لتسهيل التواصل مع الهيئة المستقلة للانتخاب وكي تكون البيانات الخاصة بأعضاء الحزب والنظام الداخلي والموازنة متاحة للجميع للاطلاع عليها.

من جهته، قال رئيس مجلس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد مهند حجازي، إن مشاركتنا اليوم في حفل إطلاق مشروع تمكين الشباب في تعزيز نزاهة الأحزاب يأتي من باب اهتمامنا بهذا القطاع لأنه يعكس تواتر الاهتمام الرسمي بقطاع الشباب ويلبي توجيهات جلالة الملك على هذا الصعيد.

وأضاف حجازي، أن الشباب هم عماد الوطن وقادة المستقبل وركيزة أساسية في بنيانه، مشيرا إلى أن النزاهة في الأحزاب أصبحت عنصرا أساسيا ومطلبا جوهريا لتغليب المصالح الوطنية العليا على المصالح الشخصية والمادية، خصوصا فيما يتعلق بمصادر تمويلها المشروعة.

وبين حجازي أن المشروع الذي نحن بصدد إطلاقه اليوم تحت عنوان "تمكين الشباب في تعزيز نزاهة الأحزاب" يؤكد أن النزاهة لا تقتصر على مجال دون آخر بل مشروطة في كل مجال من مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لأن غياب معاييرها يؤدي الى انعدام الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، ويضعف الانتماء للوطن ويقوض أركان وقواعد الديمقراطية ويعيق عملية التنمية المستدامة.

وأوضح ان تفعيل منظومة وقيم النزاهة الوطنية في إرساء قواعد الديمقراطية وسيادة القانون، ترسخ الطمأنينة في نفوس المواطنين تجاه مؤسسات الإدارة العامة وتجاه حاضرهم ومستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة، ويساهم في تعزيز الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي ويشجع تدفق الاستثمار، وإنتاج قيادات سياسية واعدة تتحمل عبء مسؤولية الدولة في قادم الأيام.

بدورها، اعتبرت الرئيس التنفيذي لمركز الشفافية الأردني هيلدا عجيلات، أن إطلاق هذا المشروع ترسيخ لقيم النزاهة في العمل الحزبي، وتفعيل لدور الشباب وتعزيز بيئة العمل بالشفافية، معتبرة ان الإصلاح لا يكتمل دون تمثيل حقيقي للشباب، وفتح المجال امامهم لترسيخ قيم ثقافة النزاهة والعمل الحزبي المنظم.

وتخلل الحفل، عرض فيديو قصير تضمن تعريفا بمشروع تمكين الشباب في تعزيز نزاهة الأحزاب، وقيم العدالة وتعزيز دور الشباب في مكافحة الفساد بالإضافة إلى أماكن وأوقات تنفيذ المشروع .

المملكة