اعترف David Bedingham، لاعب منتخب جنوب إفريقيا، بأنه "أصيب بالذعر بشدة" خلال واقعة مثيرة شهدها اليوم الثاني من نهائي بطولة العالم للاختبار على ملعب لوردز، وذلك عقب حادثة "لمس الكرة باليد" التي كادت أن تضع حارس أستراليا أليكس كاري مجددًا في قلب جدل يتعلق بـ"روح اللعبة".

وبعد عامين من الحادثة الشهيرة التي أثارت عاصفة من الجدل، حين قام كاري بإنهاء أدوار جوني بايرستو في اختبار آشيز بلوردز عبر رمية سريعة بعد خروجه من عقره، وجد الحارس الأسترالي نفسه مرة أخرى في موقف مشابه.

ماذا حدث؟

في اللحظات الأخيرة قبل استراحة الغداء، وأثناء وجوده على 31 نقطة، لعب بيدينغهام كرة خلفية ضد اللاعب الأسترالي بيو ويبستر، لترتطم الكرة بباطن مضربه ثم بواقية ساقه، وتبدو وكأنها قد استقرت جزئيًا على وسادة ركبته.

كاري، الذي كان واقفًا قريبًا من خط stumps، اندفع لجمع الكرة قبل أن تلمس الأرض، لكن بيدينغهام، في لحظة ارتباك، انحنى والتقط الكرة بيده ثم ألقاها أرضًا، وقد وصف لاحقًا تصرفه هذا بأنه "مريب بعض الشيء".

موقف الحكام ورد فعل اللاعبين

أعلن الحكمان، ريتشارد إلينغوورث وكريس جافاني، أن الكرة كانت "ميتة" بالفعل، أي أن اللعب قد توقف، مما أنهى أي احتمال لاحتسابها ضد بيدينغهام كـ"اعتراض على اللعب".

وقال بيدينغهام في تصريحاته بعد نهاية اليوم:
"بصراحة، شعرت بالذعر، كاري كان قريبًا جدًا، وقد اعتقدت أنه سيجمع الكرة فورًا، فتصرفت بتلقائية غير محسوبة. لحسن الحظ، الحكام قالوا إنها كرة ميتة. لكن أعترف أن طريقتي في التقاطها ورميها بدت مريبة."

من جانبه، قال قائد أستراليا، بات كامينز، إنهم كانوا على وشك تقديم طعن رسمي على تصرف اللاعب، لكنهم تراجعوا بعدما تدخل الحكم وأعلن انتهاء اللعبة.

الذكريات تعود إلى حادثة بايرستو

قال بيدينغهام:
"أنا سعيد لأن الأمور لم تتصاعد. آخر ما نريده هو إثارة جدل جديد مثل حادثة بايرستو. زملائي في الحقل نصحوني بعدم الذعر وترك الكرة، لكن يبدو أنني لم أتمالك نفسي في اللحظة."

وكانت حادثة بايرستو في 2023 قد فجّرت خلافًا كبيرًا حول "روح اللعبة"، بعد أن رمى كاري الكرة على stumps مستغلًا مغادرة بايرستو لمنطقة اللعب. وقد قوبلت تلك الحادثة بانتقادات جماهيرية حادة، بل وتعرض لاعبو أستراليا لإهانات داخل قاعة "اللوردز لونغ روم" الشهيرة.

ما تقوله القوانين؟

بحسب فرزر ستيوارت، مدير قسم الكريكيت في نادي MCC والمسؤول السابق عن قوانين اللعبة، فإن قرار الحكم باعتبار الكرة "ميتة" كان هو الأنسب، رغم أن القانون رقم 20.1.1 ينص على أن الكرة يجب أن تكون ساكنة تمامًا لتُعتبر "ميتة".

ينص القانون على أن الكرة تُعتبر ميتة إذا "علقت بين مضرب اللاعب وجسده، أو بين ملابسه أو معدات الحماية، أو إذا استقرت في ملابس الحكم أو اللاعب".

تاريخيًا، يُذكر أن مايكل فوغان لاعب إنجلترا تم احتسابه خارجًا بعد أن لمس الكرة بيده عام 2001 في مباراة ضد الهند، رغم أنها كانت على الأرض، وفي 2023، تم احتساب مشفيقور رحيم من بنغلاديش "معرقلًا للعب" بعد أن لمس الكرة بيده ضد نيوزيلندا، بحسب القواعد الجديدة التي دمجت "لمس الكرة باليد" تحت بند "إعاقة اللعب".

رغم الطابع الطريف للحادثة، فإنها أعادت إلى الذاكرة لحظات جدلية في تاريخ الكريكيت، وأكدت أن التصرفات الصغيرة في لحظات التوتر قد تُسبب ضجة واسعة، حتى وإن لم تخرج عن إطار القانون.