أعلن مركز القلب في محافظة تعز عن بدء الترتيبات الفعلية لإطلاق أول عملية زراعة كبد في الجمهورية اليمنية، في خطوة طبية وصفها الأطباء والمختصون بأنها "تاريخية"، وتُعد نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية والتخصصات الطبية الدقيقة داخل البلاد.

وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود مستمرة لتطوير الخدمات الطبية في المحافظة، وسط تفاؤل كبير من قبل المرضى وأسرهم الذين طالما انتظروا فرصة للعلاج داخل الوطن دون الحاجة للسفر إلى الخارج، والذي بات مكلفًا ومعقدًا في ظل الظروف الراهنة.

وأكد مصدر طبي في مركز القلب أن الكوادر الوطنية العاملة في المركز بصدد تجهيز كل المتطلبات اللوجستية والبشرية اللازمة لإنجاح هذه العملية الجراحية المعقدة، مشيرًا إلى أن الفريق الطبي يتكون من مجموعة من أبرز الأطباء والاستشاريين اليمنيين ذوي الخبرة في هذا المجال، وبإشراف ومتابعة من الجهات الصحية المعنية.

واعتبر المصدر ذاته أن هذه الخطوة تمثل إنجازًا وطنيًا يحسب للكوادر الطبية اليمنية، ويُظهر قدرتها على مواجهة التحديات وتقديم خدمات صحية متقدمة رغم شحة الإمكانات وصعوبة الظروف التي يمر بها القطاع الصحي في البلاد.

من جانبهم، أعرب عدد من مرضى الكبد وأسرهم عن بالغ سعادتهم بهذا الإعلان، معتبرين أنه بشرى خير وفرصة جديدة للحياة، ونقلة إيجابية ستخفف من معاناة الكثيرين الذين ينتظرون عمليات زرع أعضاء حيوية.

وتعد زراعة الكبد من العمليات الجراحية الكبرى والمعقدة التي تتطلب بنية تحتية صحية قوية، وفريق طبي متخصص، ومعدات حديثة، ما يجعل هذا الإنجاز دليلًا واضحًا على التطور الملحوظ الذي تشهده بعض المؤسسات الصحية في اليمن رغم الظروف الاستثنائية.

ويأمل القائمون على المشروع أن يتم تنفيذ العملية في القريب العاجل، وأن تُكلل بالنجاح، ليتمكن المركز لاحقًا من فتح باب التسجيل أمام باقي الحالات، وإنشاء برنامج وطني لزراعة الأعضاء يخدم المواطنين في مختلف أنحاء البلاد.