نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأمين العام لحلف الناتو يطرح رسميا خطة "بناء ناتو أفضل", اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 08:09 مساءً
كشف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، عن الخطوط العريضة لخطة جديدة تهدف إلى "بناء ناتو أقوى، أكثر عدالة، وأكثر فتكًا"، وذلك قبل أسبوعين من انعقاد قمة الحلف في لاهاي.
وقال روته في خطاب ألقاه في معهد تشاتام هاوس في العاصمة البريطانية لندن: "تشرفني المشاركة في هذا الصرح الذي أنتج أفكارًا مؤثرة لأكثر من قرن. من هنا، أود أن أشارك خطتي لبناء ناتو أفضل، خطة ستكون في صميم قمتنا المقبلة."
وأعرب عن شكره للمملكة المتحدة على التزامها المستمر بالحلف لأكثر من سبعة عقود، مشيدًا بدورها في قيادة القوات متعددة الجنسيات في إستونيا، ودور سلاح الجو البريطاني في دوريات الناتو الجوية فوق بولندا، إلى جانب قيادة عمليات الناتو البحرية في نورثوود، والمشاركة الفاعلة للأسطول الملكي البريطاني.
ورحب روته بالمراجعة الدفاعية الإستراتيجية الجديدة للمملكة المتحدة، واصفًا إياها بأنها "تعزز القوات المسلحة البريطانية وتدعم الدفاع الجماعي للناتو"، مضيفًا: "الالتزام له ثمن، وأرحب بعزم الحكومة البريطانية زيادة إنفاقها الدفاعي بشكل كبير."
تحولات جذرية في قمة لاهاي
وأوضح روته أن قمة لاهاي المرتقبة ستشكل "تحولاً في مسار الحلف"، مؤكدًا أن الناتو يحتاج إلى أن يكون أقوى، أكثر عدالة، وأكثر فتكًا لمواجهة تحديات مثل الحرب الروسية، الإرهاب، والتنافس الجيوسياسي العالمي.
وقال: "روسيا، مدعومة من الصين وكوريا الشمالية وإيران، تُسرّع من وتيرة إنتاجها العسكري. روسيا تنتج في 3 أشهر من الذخيرة ما تنتجه دول الناتو مجتمعة في عام. ويتوقع أن تُنتج هذا العام وحده 1500 دبابة، و3000 مركبة مدرعة، و200 صاروخ إسكندر."
وأضاف: "روسيا قد تكون مستعدة لاستخدام القوة العسكرية ضد الناتو خلال خمس سنوات فقط. خمس سنوات. علينا أن لا نُخدع. لم يعد هناك شرق وغرب، هناك فقط ناتو واحد."
وأشار إلى أن الصين أيضًا توسع قدراتها العسكرية بسرعة، وتمتلك أكبر بحرية في العالم، ويتوقع أن تصل قوتها البحرية إلى 435 سفينة بحلول 2030، وتخطط لامتلاك أكثر من 1000 رأس نووي فاعل بحلول العام نفسه.
- الإنفاق الدفاعي 5% -
وكشف روته عن خطة جديدة للإنفاق الدفاعي، متوقعًا أن يتفق القادة في قمة لاهاي على رفع هذا الإنفاق إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، تُخصص 3.5% منها لاحتياجات عسكرية أساسية، والباقي للبنية التحتية وتعزيز القدرات الصناعية الدفاعية.
وأكد أن "الإنفاق الدفاعي ليس رقمًا عشوائيًا بل يستند إلى معطيات واضحة وضرورية"، مشيرًا إلى ضرورة مضاعفة قدرات الحلف في مجالات الدفاع الجوي والصاروخي بنسبة 400%، والحاجة إلى آلاف المدرعات، وملايين قذائف المدفعية، ومضاعفة قدرات الدعم اللوجستي والطبي.
وأوضح أن الحلفاء سيشترون مئات الطائرات المقاتلة من طراز F-35، إلى جانب استثمارات في الطائرات بدون طيار، وأنظمة الصواريخ بعيدة المدى، والفضاء، والأمن السيبراني.
-صناعة دفاعية فعّالة وبنية تحتية مرنة-
وأضاف أن الحلف سيستثمر أيضًا في البنية التحتية المدنية كشبكات الطرق والسكك الحديدية والموانئ لضمان التنقل العسكري السريع، مؤكدًا أن "الخطوط الأمامية والجبهة الداخلية أصبحت واحدة، والحروب لم تعد تُخاض من مسافات بعيدة".
وشدد على ضرورة دعم الإنتاج الدفاعي ورفع القدرة التصنيعية، قائلاً: "نحتاج إلى قدرة صناعية خام، وكهرباء أرخص، ومعادن استراتيجية، وخبرات هندسية"، محذرًا من أن "غياب الإنتاج الفعال سيبتلع مخصصات الدفاع".
وأكد روته أن الخطة تهدف أيضًا إلى "إعادة التوازن في تقاسم أعباء الأمن"، مشددًا على ضرورة أن يساهم كل عضو في الناتو بنصيبه العادل، مضيفًا: "لقد حملت أمريكا العبء الأكبر لفترة طويلة، وحان الوقت أن تتقدم أوروبا وكندا بدور أكبر."
وأوضح روته أن "زيادة الفتك" تعني تقوية الردع والدفاع، وتوفير ما تحتاجه الجيوش للحماية، وإرسال رسالة لأي معتدٍ بأن الناتو قادر على الرد بقوة. وشدد على أن "الناتو سيبقى دائمًا تحالفًا دفاعيًا."
وحول الحرب في أوكرانيا، قال: "الرئيس بوتين لا يتصرف كمن يسعى للسلام. روسيا تواصل استهداف المدنيين ليلاً ونهارًا. هذا عنف من أجل العنف."
وأعرب عن دعمه الكامل "لجهود الرئيس ترامب لوقف إراقة الدماء"، مؤكدًا أن دعم الناتو لأوكرانيا ليس لإطالة أمد الحرب، بل لتمكين كييف من الدفاع عن نفسها ومنع أي عدوان مستقبلي.
واختتم روته كلمته بالتأكيد على أهمية الالتزام المشترك من كافة دول الناتو بالمادة الخامسة، قائلاً: "تُثبت التجربة أن التعاون بين أمريكا وأوروبا هو مفتاح النصر"، مضيفًا أن "روح تشرشل لا تزال حية في الناتو اليوم".
وقال: "لا مجال للفرص الثانية عندما يتعلق الأمر بأمننا... سننجح في لاهاي. وسنؤمّن السلام من خلال القوة، ونبني ناتو أقوى، أكثر عدالة، وأكثر فتكًا، مختتما بالقول: "معًا، سنبني ناتو أفضل".
المملكة
0 تعليق