وللأمانة، استطاع وزير المالية بدهاء شديد ومعه فريق العمل أن يضرب 10 عصافير بحجر التسهيلات الضريبية خلال المرحلة الأولي، حيث حقق معظم الأهداف التي تم التخطيط لها ولا ندري ما هي الأهداف الأخري التي لم يحققها، ويسعي إلي تحقيقها في المراحل والحزم القادمة، وهذا ليس مجاملة أو "طق حنك" كما يقول المثل الشعبي، ولكن كل ذلك موجود علي أرض الواقع بالفعل.

أولا: لقد بدأ "كجوك" المسار المحفز والمتطور للإصلاح الضريبي، بخلق حالة من الثقة والشراكة واليقين من خلال العمل المتواصل علي تحسين جودة الخدمات الضريبية، وفتح صفحة جديدة مع مجتمع رجال الأعمال، وهذا ساعد ودفع رجال الأعمال والمستثمرين للانخراط في العمل والتوسع فيه دون خوف أو قلق.

ثانيا: توجيهات "كجوك كانت واضحة تماما للعاملين بمصلحة الضرائب، بقيادة السيدة رشا عبدالعال، بالعمل بكل قوة علي تغيير الصورة الذهنية القديمة عن الضرائب والعاملين بها وذلك من خلال حملات إعلامية واعلانية بكل وسائل الإعلام والتواصل لإظهار الدور الحقيقي لمأمور الضرائب، وأنه ليس خصما بل مساعدا وداعما وشريكا ودافعا للنجاح، وايضا كان هناك دور كبير لتغيير الصورة الذهنية القديمة علي المصلحة نفسها، وقد قامت بها السيدة رشا عبد العال بكل نجاح وهي تدريب وتأهيل العاملين بشكل جديد، ليكونوا واجهة مشرفة ومحفزة لديهم القدرة علي التعامل الجيد مع شركاء العمل من الممولين والعملاء.

ثالثا: حرص وزير المالية أن تكون الحزمة الاولي شاملة عدد من المحفزات التي تجعل الممول يفكر الف مرة قبل تجاهلها، حيث تضمنت ألا يتجاوز مقابل التأخير 100% من أصل الضريبة المستحقة، بما يضمن عدم تراكم أعباء إضافية علي الممولين، وهذا تحديدا دفع عددا كبيرا من الممولين إلي تصحيح أوضاعهم والذهاب بأنفسهم للاستفادة من هذه الميزة.

رابعا: انهاء النزاعات الضريبة كانت من الأمور المهمة التي أرادت وزارة المالية ومصلحة الضرائب إغلاقها وفتح صفحة جديدة في هذه الفترة، حيث تلقت المصلحة 110 آلاف طلب لغلق "ملفات ضريبية قديمة"، و450 ألف إقرار معدل أو جديد وهذا نجاح كبير، ما كان ليتحقق لولا حزمة التسهيلات.

خامسا: من النجاحات الكبري لحزمة التسهيلات الضريبية زيادة الإيرادات الضريبية خلال الـ 11 شهرًا الماضية بنسبة تقترب من 63% بنحو 500 مليار جنيه إضافية، وهذه الإيرادات الإضافية تم توجيهها لزيادة الإنفاق علي الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية.

سادسا: زيادة الإيرادات الضريبية جاءت بدون فرض أعباء جديدة، ولكن جاءت نتيجة مجموعة من المحفزات وهذا يحسب للفكر الابداعي وايضا للتنفيذ الرائع.

سابعا: زيادة عدد الممولين الجدد. حيث نجحت وزارة المالية ومصلحة الضرائب في تحقيق المعادلة الصعبة، وهي زيادة الإيرادات الضريبية بدون زيادة الأعباء علي المواطنين أو فرض ضرائب جديدة، وهذا بالتأكيد سيكون من خلال التزام الممولين القدامي، وضم الاقتصاد الموازي غير الرسمي، والافضل والانجح أن يكون هذا الانضمام طواعية من خلال التيسير والتسهيل والتحفيز وبالفعل تقدم 35 ألف ممول جديد للانضمام للمنظومة الضريبية طواعية. وهذا رقم غير قليل وبحسب للحزمة والقائمين عليها.

ثامنا: تغيير فكر وطريقة العاملين بمصلحة الضرائب، من خلال برامج مركزة من التدريب والتأهيل، ونجح هؤلاء العاملون في مد جسور الثقة مع الممولين بفكر جديد يرتكز علي التيسير والتحفيز، سواءً من خلال المضي في التطبيق المتقن للقوانين الخاصة بالتسهيلات الضريبية، أو اتخاذ العديد من الإجراءات والمبادرات الداعمة لهذا النهج.

تاسعا: مشاركة القوة الناعمة في الترويج للحزمة من نجوم وفنانين وإعلاميين ونجوم السوشيال ميديا، مما أضفي الحملة مسحة من الترفيه تخفف حدد جدية الأمر وتحصيل الضرائب والذي لا يتقبله معظم الناس.

عاشرا: نجح "كجوك" من خلال هذه النتائج المبشرة في كسب ثقة القيادة السياسية والحكومة، خاصة مع نجاحه في زيادة الإيرادات الضريبية بدون فرض أية أعباء إضافية علي المواطنين، ومساهمة الوزارة بـ 500 مليار جنيه إضافية، لزيادة الإنفاق علي الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل