في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتزايد انتشار الزواحف السامة، يعيش عدد من دواوير إقليم شفشاون حالة من القلق والخوف، بعد توالي حوادث ظهور الأفاعي القاتلة في محيط المنازل وتحت السيارات، الأمر الذي أسفر عن تسجيل حالة وفاة مأساوية مطلع الأسبوع الجاري.

ففي حادث هز ساكنة دوار حداقة التابع لجماعة تمروت، لقي فلاح متزوج مصرعه بعد تعرضه للدغة أفعى سامة، حينما حاول إنقاذ دجاجه من هجوم مفاجئ.

ووفق ما توصلت به "أخبارنا"، فإن الفقيد كان قد خرج مسرعاً من منزله بعد سماعه لأصوات غير معتادة من قن الدجاج، ليفاجأ بأفعى سامة وسط الساحة، حيث بادر بمحاولة إبعادها، قبل أن تباغته بلدغة سريعة كانت كفيلة بإسقاطه أرضاً مغمى عليه.

ورغم نقله على وجه السرعة إلى أحد مستشفيات مدينة مكناس، بعد أن تعذر إيجاد مصل مضاد بجل المراكز الصحية القروية المجاورة، إلا أن مفعول السمّ كان أسرع، ولفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بالمضاعفات.

حادثة الوفاة هذه ليست معزولة، إذ سجلت "أخبارنا" شكايات مماثلة من مواطنين بدواوير متفرقة، حول تسلل أفاعٍ إلى أسفل السيارات ومحيط البيوت.

عبد السلام، أحد ساكنة دوار بني رزين، صرّح للجريدة قائلاً: تفاجأت بأفعى سامة كانت تحت سيارتي، لحسن الحظ أنني لاحظتها قبل تشغيل المحرك، وإلا لحدث ما لا يُحمد عقباه، خاصة وأنها كانت في وضع هجومي.

من جهتها، عبّرت سيدة تدعى خديجة نوينو من دوار أزكان عن قلقها الشديد قائلة: نعيش تحت تهديد دائم منذ بداية الصيف. الأفاعي بدأت تظهر في كل مكان، أطفالنا لم يعودوا يخرجون للعب كما في السابق، لهذا نطالب السلطات بالتدخل العاجل قبل وقوع الكارثة.

في المقابل، طالب عدد من النشطاء الحقوقيين والجمعويين بضرورة توفير الأمصال المضادة لسم الأفاعي في المستوصفات المحلية، وتعزيز التدخلات الاستباقية من طرف مصالح الوقاية المدنية والسلطات الصحية.

للإشارة، فإن الطبيعة الجبلية الوعرة وكثافة الغطاء النباتي في إقليم شفشاون تُعد من العوامل المساعدة على انتشار هذا النوع من الزواحف، إلا أن توغلها بهذا الشكل داخل الدواوير والمنازل، ومع غياب الأمصال، يضع حياة السكان على المحك.