فضيحة.. هروب مسؤول ديبلوماسي جزائري إلى سويسرا

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فضيحة.. هروب مسؤول ديبلوماسي جزائري إلى سويسرا, اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 10:45 مساءً

 فجر المعارض الجزائري المقيم بفرنسا، أمير بوخرص، المعروف بلقب "أمير دي زاد"، مفاجأة من العيار الثقيل، حين أعلن عبر حسابه على منصة "إكس" عن فرار مسؤول أمني رفيع في السلك الدبلوماسي الجزائري نحو سويسرا، مؤكدا أن  المعني بالأمر ليس سوى رئيس مكتب أمن السفارة الجزائرية بروما، المدعو "المقدم مروان"، الذي يحمل الرمز B.S، وهو ما يضع النظام في مأزق سياسي وأمني مزدوج قد لا يسهل الخروج منه دون خسائر فادحة.

وتناقلت أوساط معارضة ومواقع مهتمة بالشأن الجزائري بكثير من الترقب والحذر الخبر، خصوصا أن الأمر يتعلق بمسؤول له علاقة مباشرة بملفات أمنية حساسة، وكان يشغل منصبا يمكن من خلاله الاطلاع على الكثير من الأسرار المرتبطة بالبعثات الدبلوماسية الجزائرية، خاصة في أوروبا، ما يطرح علامات استفهام حول نوعية الوثائق أو المعلومات التي قد يكون قد حملها معه في طريق الهروب، وهو ما من شأنه أن يسبب حرجا شديدا للجزائر، خصوصا في علاقاتها مع الدول الغربية التي ظلت تستقبل مبعوثي النظام رغم تقارير متزايدة حول تغلغل الأجهزة الأمنية في السلك الدبلوماسي.

ولا يعتبر التحاق المقدم مروان بركب الفارين من النظام حادثا معزولا عن سياقه، بل يأتي في وقت يعيش فيه النظام الجزائري توترا داخليا متصاعدا، وتناميا في منسوب الشك داخل أجهزته ومؤسساته، حيث ومع توالي تسريبات "أمير دي زاد"، الذي تحول إلى مصدر إرباك دائم للسلطة، تتزايد التساؤلات حول حجم الانقسامات داخل النظام ومدى قدرته على ضبط صفوفه في ظل موجة نزوح صامتة لأطره، سواء نحو المعارضة في الخارج أو نحو الغرب بحثا عن ملاذ آمن.

ولا يمكن عزل هذه الواقعة عن جو الاحتقان السياسي والاجتماعي الذي تعرفه الجزائر منذ سنوات، فبين قمع الحراك الشعبي، وتكميم الأصوات الحرة، وتغول العسكر على مفاصل الدولة، لم يعد الولاء للنظام مضمونا، حتى داخل أكثر أجهزته حساسية، كما أن اختيار سويسرا كوجهة للهروب، أمر لا يخلو من دلالة، باعتبارها بلدا للحياد والصمت الذكي، حيث يجد الفارون من الأنظمة موطئ قدم، ويأملون في حماية قد لا توفرها دول أخرى أكثر انخراطا في السياسات الإقليمية.

ويبقى السؤال الأكبر الآن، ليس فقط في ما إذا كان النظام الجزائري سيتجرأ على الاعتراف بالحادثة، بل في كيفية تعاطيه مع تبعاتها، داخليا وخارجيا، باعتبار أن فرار مسؤول أمني بدرجة "رئيس مكتب أمن السفارة" لا يمكن اعتباره حادثا عرضيا، بل هو مؤشر على تفكك تدريجي بدأ بالفعل داخل منظومة طالما استندت إلى القبضة الحديدية والرقابة الصارمة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق