كشف الباحث الأمريكي دان بوتنر، المتخصص في دراسة المجتمعات الأطول عمراً، عن توصية غذائية بسيطة قد تُحدث فرقاً كبيراً في صحة الإنسان وطول عمره: تقليل استهلاك اللحوم إلى مرتين فقط في الأسبوع. وجاءت هذه التوصية بعد سنوات من البحث الميداني في ما يُعرف بـ"المناطق الزرقاء"، وهي مناطق حول العالم يشتهر سكانها ببلوغ أعمار متقدمة مع الحفاظ على نمط حياة صحي، مثل سردينيا (إيطاليا)، أوكيناوا (اليابان)، ونيكويا (كوستاريكا).

وأوضح بوتنر أن السر لا يكمن في الرياضة المكثفة أو الحميات القاسية، بل في بساطة النظام الغذائي المتبع في هذه المجتمعات، حيث يعتمد السكان على أغذية نباتية طبيعية ويبتعدون عن المنتجات المصنعة واللحوم المعالجة. وأضاف أن المعمّرين في هذه المناطق يستهلكون اللحوم بكميات ضئيلة، لا تتعدى 57 غراماً في الوجبة الواحدة، ويفعلون ذلك فقط مرتين في الأسبوع.

وتشير تحليلات بوتنر لأكثر من 150 دراسة غذائية إلى أن تقليل اللحوم، خاصة المصنعة منها، يرتبط بانخفاض ملحوظ في معدلات الإصابة بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وبعض أنواع السرطان. كما شدد على أهمية اختيار مصادر اللحوم من بيئات صحية وطبيعية، كالدجاج المربى في المزارع الصغيرة أو لحوم الخراف التي تربى في مراعي مفتوحة.

ولتسهيل التحول نحو هذا النمط دون الشعور بالحرمان، قدم بوتنر مجموعة من النصائح العملية، منها تحديد يومين فقط لتناول اللحوم، والاستعانة بالبقوليات والمكسرات كبدائل مغذية، وتقليل استهلاك مشتقات الحليب والسكريات، مع الاعتدال في تناول الأسماك.

وفي خلاصة توصياته، شدد بوتنر على أن سر العمر الطويل لا يرتبط فقط بما نأكله، بل بكيفية عيشنا بتناغم مع أنفسنا ومع الطبيعة، مشيراً إلى أن البساطة والاعتدال قد يكونان أقوى "وصفة سحرية" لطول العمر وجودة الحياة.