كشف موقع i24NEWS الإسرائيلي، نقلًا عن مصدر سوري، أن مروحية إسرائيلية هبطت يوم 2 ماي الجاري في محافظة السويداء جنوبي سوريا، حيث قامت بنقل أرشيف الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي أعدمته السلطات السورية عام 1965، في عملية وُصفت بأنها "لفتة من النظام السوري تجاه إسرائيل والولايات المتحدة".

وبحسب المصدر، فإن العملية نُفذت دون المرور فوق الأجواء الأردنية أو اللبنانية، ما يشير إلى تنسيق مسبق وتخطيط دقيق. وقد أثار هبوط المروحية حينها جدلًا واسعًا داخل سوريا، وسط تكهنات بأنها كانت تنقل مساعدات إلى الطائفة الدرزية أو تُهرب أحد زعمائها إلى إسرائيل، غير أن المعلومات الجديدة أكدت أنها كانت في مهمة لنقل أرشيف كوهين، الذي احتُفظ به لعقود تحت حراسة مشددة من الاستخبارات السورية.

ويشير الموقع الإسرائيلي إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق تقارب غير معلن بين دمشق وتل أبيب، إذ تُعقد محادثات عبر قنوات غير رسمية، من بينها لقاءات في أذربيجان برعاية تركية، تضم مسؤولين أمنيين إسرائيليين سابقين وشخصيات سورية بارزة مقربة من الرئيس السوري بشار الأسد.

في السياق ذاته، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية التي نُقل خلالها الأرشيف كانت "سرية ومعقدة"، ونفذها جهاز الموساد بالتعاون مع جهاز استخبارات شريك. وقد أسفرت عن استرجاع نحو 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية تعود إلى كوهين، تشمل وصيته الأصلية بخط يده، تسجيلات صوتية، ملفات استجواب، رسائل لعائلته، وصور من مهمته الاستخباراتية داخل سوريا.

كما ضم الأرشيف جوازات سفر مزورة، دفاتر ملاحظات، يوميات، وملفًا باسم زوجته نادية كوهين يُوثّق متابعة الأمن السوري لحملتها من أجل إطلاق سراحه.

وقد عُرضت هذه المواد في لقاء خاص جمع بين رئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الوزراء الإسرائيلي نيتنياهو مع نادية كوهين، حيث اعتُبرت العملية "إنجازًا أخلاقيًا كبيرًا" وخطوة جديدة نحو الكشف عن موقع دفن إيلي كوهين في دمشق، والذي لا يزال مجهولًا حتى اليوم.