عاش محمد (اسم مستعار) قصة تفوق مختلفة تمامًا عن تلك التي خاضها كثير من زملائه المترشحين لاجتياز امتحانات البكالوريا برسم دورة يونيو 2025، إذ حصل هذا الشاب البالغ من العمر 26 سنة على شهادة البكالوريا في شعبة العلوم الإنسانية (فئة الأحرار) بميزة "مستحسن"، وهو نزيل بإحدى المؤسسات السجنية، حيث يقضي عقوبة حبسية مدتها 12 سنة، لم يمضِ منها سوى سنة وبضعة أشهر.

ورغم أن محمد كان قد غادر مقاعد الدراسة منذ سنوات، وظل حلم الحصول على "الباك" بعيد المنال، فقد قرر الترشح لاجتياز الامتحانات فور إعلان إدارة السجن عن فتح باب التسجيل للراغبين من النزلاء، مؤكدا أن إدارة المؤسسة لم تدخر جهدا في التكفل بالإجراءات الإدارية وتوفير الظروف المناسبة للإعداد، من خلال تخصيص مكتبة تحتوي على المقررات والمراجع والكتب، وتنظيم حصص دعم منتظمة، بالإضافة إلى توفير بيئة تعليمية مشجعة ومحفزة.

كما شدد محمد على أن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا الجهود المبذولة من طرف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، التي تعمل، طبقا للتوجيهات السامية للملك محمد السادس، على تسهيل إعادة إدماج السجناء اجتماعيا ومهنيا عبر مساري التعليم والتكوين المهني. وقد عبّر عن شكره وامتنانه لكل من ساعده على تجاوز هذه المحطة، خاصة أنه استفاد من تأطير جيد ومواكبة نفسية مهمة، ما عزّز لديه الرغبة في استكمال مسيرته الدراسية بجدية، من خلال متابعة دراسته الجامعية في شعبة القانون، والتفكير في مستقبله المهني، والتطلع إلى أن يصبح مواطنا فاعلا وصالحا بعد انتهاء محكوميته.

ويؤكد محمد أن نجاحه شكل مصدر إلهام للعديد من نزلاء المؤسسة السجنية التي يوجد بها، بل وحتى نزلاء مؤسسات أخرى، مشيرا إلى أن عددا منهم قرروا الترشح لاجتياز البكالوريا خلال الموسم الدراسي المقبل، بعدما أدركوا أن التفوق ممكن بالإرادة والعزيمة والجدية.