أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا أن المشي اليومي لأكثر من 100 دقيقة قد يُساهم في خفض خطر الإصابة بآلام أسفل الظهر المزمنة بنسبة تصل إلى 23%، ما يعزّز من قيمة هذا النشاط البسيط كوسيلة فعالة للوقاية من أحد أكثر اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي شيوعاً وكلفة.

ويُعد ألم أسفل الظهر من أكثر أسباب الإعاقة انتشاراً عالمياً، حيث يمثل نحو 7.7% من إجمالي سنوات الإعاقة، ويؤثر على الأشخاص من مختلف الأعمار، ما يجعله تحدياً كبيراً لقطاع الرعاية الصحية.

وفيما تنصح الإرشادات الطبية بالحفاظ على النشاط البدني للتخفيف من هذه الآلام، فإنها لا تحدد بوضوح المدة أو الشدة المطلوبة. لكن الدراسة الجديدة، المنشورة في "شبكة جاما"، اعتمدت بيانات دقيقة جمعت عبر أجهزة تسارع (AX3) ارتداها المشاركون لمدة أسبوع، وذلك لقياس حجم المشي وكثافته.

الدراسة شملت 11,194 شخصاً أعمارهم تفوق 20 عاماً، ولم يكن أي منهم يعاني من آلام أسفل الظهر المزمنة عند بدايتها بين عامي 2017 و2019، ثم تمت متابعتهم حتى عام 2023. وقد تبيّن أن الأشخاص الذين مشوا يومياً ما بين 101 و124 دقيقة أظهروا انخفاضاً واضحاً في خطر الإصابة، بينما كان الانخفاض أكبر لدى من مشوا لأكثر من 125 دقيقة.

كما أظهرت النتائج أن حجم المشي اليومي له تأثير وقائي أوضح من شدة المشي، ما يسلّط الضوء على أهمية تعزيز استراتيجيات الصحة العامة التي تشجّع الناس على زيادة مدة المشي اليومي كإجراء بسيط وفعّال للوقاية من آلام الظهر المزمنة.