الملك محمد السادس وترامب على موعد مع صفقة تاريخية ستُحدث تحولًا استراتيجيًا في قطاع الطيران المغربي

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الملك محمد السادس وترامب على موعد مع صفقة تاريخية ستُحدث تحولًا استراتيجيًا في قطاع الطيران المغربي, اليوم الخميس 12 يونيو 2025 12:25 مساءً

أفادت تقارير إعلامية أن الخطوط الملكية المغربية تستعد للإعلان عن واحدة من أكبر الصفقات في تاريخ الطيران الإفريقي، في خطوة وُصفت بأنها تعكس طموح المملكة إلى تعزيز حضورها الجيوسياسي والاقتصادي قاريا ودوليا. 

ووفق ما نقلته وكالة Bloomberg عن مصادر مطلعة، فإن الشركة المغربية باتت على بعد خطوات من إتمام مفاوضات مع شركتي "بوينغ" الأمريكية و"إيرباص" الأوروبية لاقتناء حوالي 90 طائرة، في إطار خطة توسع كبرى تهدف إلى تعزيز ربط المغرب بالعالم وتحويله إلى منصة جوية مركزية بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا.

في سياق متصل، أشارت المصادر ذاتها إلى أن الإعلان عن الجزء الأول من الصفقة، والمتعلق بـنحو 20 طائرة من طراز Airbus A220، يُتوقع أن يتم خلال معرض باريس الدولي للطيران الأسبوع المقبل. إلا أن الجزء الأهم من الصفقة، والذي يشمل شراء 24 طائرة "بوينغ 787 دريملاينر" للرحلات الطويلة و50 طائرة "بوينغ 737" للرحلات القصيرة، لا يزال رهينًا بتطورات سياسية ودبلوماسية رفيعة المستوى، أبرزها لقاء مرتقب بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي "دونالد ترامب".

ورجّحت التقارير أن يتم تأجيل الإعلان الرسمي عن الاتفاق الكامل مع شركة "بوينغ" إلى ما بعد هذا اللقاء المرتقب بين "ترامب" وملك المغرب، والذي يُرتقب أن يحمل دلالات استراتيجية واسعة. وأشارت أيضا إلى أن هذا اللقاء الذي يكتسي طابعا اقتصاديا، يُنظر إليه على أنه فرصة لتجديد التحالف المغربي-الأمريكي، خاصة في ظل المتغيرات التي تعرفها المنطقة والعالم، وفي ضوء الدور الذي لعبه "ترامب" خلال ولايته الرئاسية السابقة في الاعتراف بمغربية الصحراء.

التقارير نفسها أشارت إلى أن هذا اللقاء قد يُشكل منصة لإطلاق شراكات استراتيجية جديدة تشمل مجالات الدفاع والطاقة والطيران، وهو ما يعكس رغبة الجانبين في تطوير علاقتهما نحو أبعاد أكثر تكاملاً وتنسيقًا. وتوقعت مصادر دبلوماسية أن يُستثمر هذا الاجتماع في تثبيت الموقف الأمريكي من قضية الصحراء المغربية، وتحويله من موقف رئاسي إلى توجه مؤسساتي دائم ضمن السياسة الخارجية الأمريكية.

ويرى محللون أن صفقة الطائرات، رغم طابعها التجاري، تُعد جزءًا من استراتيجية مغربية شاملة تهدف إلى تحديث أسطول الخطوط الملكية المغربية، ورفع قدرتها التنافسية على الصعيد الإفريقي والدولي، تماشيا مع رؤية المغرب للتحول إلى منصة إقليمية للنقل الجوي والاستثمار والخدمات اللوجستيكية. 

كما اعتبرت تقارير اقتصادية أن هذه الصفقة، في حال تأكيدها بكامل مكوناتها، ستُعد من بين الأكبر في تاريخ الطيران بالقارة الإفريقية، وهو ما يعكس أيضًا ثقة المؤسسات الدولية في استقرار المغرب وجاذبيته كحليف استراتيجي موثوق به في منطقة تعرف تقلبات أمنية وسياسية متسارعة.

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر متطابقة أن هذه الخطة التوسعية تندرج كذلك ضمن الاستعدادات الشاملة التي يقودها المغرب لاستقبال كأس العالم لكرة القدم 2030، الذي ينظمه بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، حيث يُرتقب أن تشكل البنية التحتية للنقل الجوي عنصرًا حاسمًا في ضمان نجاح هذا الحدث العالمي. كما تأتي هذه التحركات أيضا في انسجام مع الأهداف الوطنية الرامية إلى مضاعفة عدد السياح الوافدين على المملكة خلال السنوات المقبلة، من خلال تحسين الربط الجوي، وتوسيع شبكة الرحلات نحو وجهات استراتيجية في أوروبا، أفريقيا وأمريكا الشمالية.

إلى جانب ذلك، أكدت مصادر إعلامية أن ملف الصحراء المغربية لا ينفصل عن هذه الدينامية، حيث تسعى الرباط إلى تعزيز مكاسبها الدبلوماسية بترسيخ دعم الولايات المتحدة كفاعل محوري في المعادلة الدولية. ويأتي اللقاء المرتقب مع ترامب في هذا الإطار، بما يحمله من رمزية سياسية خاصة، كونه صاحب قرار الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. وتشير التقديرات إلى أن المملكة تراهن على تثبيت هذا الاعتراف عبر خلق شراكات استراتيجية كبرى مع واشنطن، تجعل من ملف الصحراء جزءًا من مصالح أمريكية حيوية في المنطقة.

ووفقًا لمتحدث باسم الخطوط الملكية المغربية، فإن الإعلان عن نتائج مناقصة اقتناء 188 طائرة سيتم خلال الأيام المقبلة، دون أن يكشف عن تفاصيل المصنعين أو مواعيد التسليم، ما يعزز الترقب حول حجم ونوعية الاتفاقيات التي ستُكشف تباعًا. ويرى مراقبون أن هذه التحركات تعكس إرادة مغربية واضحة للانتقال من موقع الشريك الإقليمي إلى الفاعل المحوري في معادلات الأمن والتنمية والاستثمار بإفريقيا والمتوسط.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق