هاي كورة (بقلم أريتز غابيلوندو – as)

حين يقرر فلورنتينو بيريز التعاقد مع مدرب، فغالبًا ما يبحث عن مزيج بين الكاريزما والنتائج، لكن هذه المرة، اختار شيئًا مختلفًا: المنهجية.

تشابي ألونسو، الرجل الذي كان يومًا ما العقل المدبر في وسط الميدان، يعود إلى ريال مدريد كمدرب، حاملاً معه رؤية عميقة واستراتيجية دقيقة.

اللاعبون المحوريون أمثال تشابي ليسوا عاديين؛ هم قادة اللعبة، المنظمون، من يتحكمون في الإيقاع.

كان ألونسو من بين الأفضل، على غرار غوارديولا وأنشيلوتي، رغم أنه ميّال أكثر للدور الهجومي (الرقم 8) من الدفاعي (الرقم 6).

يمتاز هؤلاء بقدرتهم على رؤية ما لا يراه الآخرون، ولذلك، من الطبيعي أن ينتقلوا إلى التدريب بسهولة.

لم يكن تشابي مجرد لاعب ممتاز، بل هو اليوم مدرب صاعد بثقة، بعد أن حقق الثنائية في ألمانيا وقاد باير ليفركوزن إلى نهائي الدوري الأوروبي.

يحمل في جعبته مزيجًا نادرًا من فلسفات كبار المدربين الذين لعب تحت قيادتهم: بينيتيز، مورينيو، أنشيلوتي، وغوارديولا.

الآن، يدخل ألونسو ملعب سانتياغو برنابيو من زاوية مختلفة؛ من مقاعد البدلاء، لا من وسط الميدان.

مع كل ما يملكه من فكر وهدوء وأناقة، يبقى السؤال: هل ينجح هذا “الأستاذ” الراقي في بيئة طالما ازدهر فيها الأسلوب التقليدي؟

ويطمح تشابي أن يكون جسرًا بين المنهجية الصارمة والعفوية الناجحة.

وإن كان أحد يعرف الطريق إلى التوازن، فهو الرجل الذي لطالما عرف كيف يسيّر اللعبة دون أن يرفع صوته.