الصومال.. ماذا وراء سقوط المروحية والسيطرة على هوادلي؟

sky news arabia 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصومال.. ماذا وراء سقوط المروحية والسيطرة على هوادلي؟, اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 07:06 مساءً

أعلنت حركة الشباب المتطرفة سيطرتها الكاملة على مدينة هوادلي الاستراتيجية في إقليم شبيلي الوسطى، إلى جانب إسقاط مروحية تابعة لبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال، وذلك عقب انسحاب القوات البوروندية من القاعدة العسكرية في المدينة يوم الإثنين الماضي.

ويرى خبراء صوماليون أن هذه العملية تمثل تصعيدا نوعيا في تكتيكات الحركة، خاصة أنها تأتي في منطقة قريبة من العاصمة مقديشو، مما يعزز من تهديدها للمراكز الحيوية ولطرق الإمداد الحيوية للقوات الحكومية والبعثات الأجنبية.

السيطرة على هوادلي وسقوط الطائرة

نشرت حركة الشباب صورا تظهر المروحية تحت سيطرتها، وقد رُفعت رايتها فوقها، مؤكدة أن الطائرة تابعة لقوات أوغندية ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي (أتميس)، وأنها تم إسقاطها باستخدام سلاح مضاد للطيران أثناء تحليقها فوق هوادلي.

وذكرت الحركة أن الطائرة كانت محمّلة بالصواريخ والقذائف، وكانت في مهمة إجلاء للقوات البوروندية التي انسحبت من القاعدة تحت ضغط العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع الميدانية، بحسب روايتها.

في المقابل، نفت بعثة الاتحاد الإفريقي هذه الرواية، مؤكدة في بيان رسمي أن الانسحاب من هوادلي جاء نتيجة الفيضانات الشديدة التي ضربت المنطقة، وأن المروحية تعرضت لعطل فني أثناء عملية الإجلاء، لكن الطاقم تمكّن من الهبوط بها بسلام، وتم إجلاء جميع الجنود إلى قاعدة قريبة دون تسجيل إصابات.

وأضاف البيان أن العملية نُفذت بكفاءة عالية رغم الظروف الطارئة، وأشاد بانضباط الجنود البورونديين المشاركين في الإجلاء.

وتُعد بعثة الاتحاد الإفريقي (أتميس) ركيزة رئيسية في دعم الجيش الصومالي وتضم قوات من عدة دول بينها أوغندا وبوروندي وكينيا. ومنذ عام 2007 تكفلت البعثة بدعم الجيش الصومالي في استعادة المدن الكبرى من قبضة حركة الشباب المتطرفة لكن ومع اتجاه البعثة لتقليص عدد قواتها تدريجياً تمهيدًا للانسحاب الكامل بحلول نهاية 2025 تواجه تحديات متزايدة.

تكتيكات غير تقليدية

يبرز التباين بين الروايتين بشأن سقوط الطائرة، إلا أن بيان حركة الشباب أشار إلى خطوة جديدة في تكتيكاتها، تتمثل في فتح سدود مائية عمدا لإغراق القاعدة وإجبار القوات على الانسحاب دون اشتباك مباشر، ما يعكس تحولا نوعيا في أدوات الحركة الهجومية.

تقع مدينة هوادلي على بُعد 50 كيلومترًا شمال مقديشو، مما يمنحها أهمية استراتيجية كبرى، خصوصا مع قدرتها على تهديد طرق الإمداد المتجهة إلى العاصمة وشن هجمات متقدمة على أهداف حكومية ومدنية داخلها.

وأكدت الحركة أن استعادة السيطرة على المدينة تأتي ضمن حملة واسعة لتوسيع نفوذها في ولايات شبيلي الوسطى وشبيلي السفلى وهيران، في إطار استعادة ما خسرته خلال السنوات الماضية.

تطور نوعي

يرى الخبير الصومالي محمود عبدي في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" أن ما حدث يعكس تطورا في أداء حركة الشباب على الصعيدين العسكري والتكتيكي، قائلاً إنه رغم تضارب الروايات حول سقوط الطائرة إلا أن المؤشرات تشير إلى قدرة الحركة على تنفيذ عمليات معقدة عبر تكتيكات مرنة تتناسب مع بيئة المعارك، خصوصا بعد سلسلة الهزائم التي منيت بها في العامين الماضيين.

وأضاف عبدي أن تدمير مروحية عسكرية، سواء نتيجة هجوم مباشر أو كمين أرضي، يكشف عن تنامي قدرات الحركة في مجال الدفاع الجوي أو على الأقل مهاراتها في تنفيذ كمائن ذكية تستهدف الطائرات أثناء الهبوط أو الإقلاع.

وأشار إلى أن الانسحاب السريع من مناطق استراتيجية يكشف ضعف التنسيق بين القوات الفيدرالية وبعثة "أتميس"، كما يعكس سرعة استغلال الحركة للفراغ الأمني وغياب الجاهزية المحلية لتسلم المهام.

نحو مقديشو؟

من جانبه، يرى الكاتب المتخصص في شؤون القرن الإفريقي خالد محمد إيجيح، أن ما يجري هو مؤشر على فشل الدولة الفيدرالية في احتواء الخطر.

وقال في تصريح خاص لموقع "سكاي نيوز عربية" إن حركة الشباب تسيطر على مساحة جغرافية أكبر من تلك التي تسيطر عليها الحكومة، وهم يقتربون يوميا من العاصمة مقديشو.

وأضاف إيجيح أن الحركة قامت بهدم سدود على نهر شبيلي، مما تسبب في فيضانات أغرقت مواقع للقوات البوروندية قرب مدينة بلد واين، وأجبرت هذه القوات على الانسحاب السريع.

وتابع أن المروحية التي سقطت مؤخرًا كانت في مهمة إجلاء للقوات المنسحبة وسط انهيار الوضع الميداني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق