أجرت مدينة كولونيا الألمانية بإجلاء 20.500 شخص في أكبر عملية إجلاء منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد اكتشاف ثلاث قنابل ضخمة غير تعود لزمن الحرب. 

وزن ثلاث قنابل 30 طن 

وقالت سلطات المدينة إن القنابل الأميركية - اثنتان تزن كل منهما 20 طنا وأخرى تزن 10 أطنان - عُثر عليها في حوض لبناء السفن يوم الاثنين، مما تسبب في إغلاق المنطقة. 

إخلاء كامل للمدينة 

كان من بين المرافق التي أُخليت مستشفى وداران للتقاعد وثاني أكبر محطة قطار في المدينة. كما شملت منطقة الإخلاء مدارس وكنائس ومتاحف واثنين من المعالم الثقافية في المدينة - مسرح القبة الموسيقية وقاعة الأوركسترا الفيلهارمونية.

ويعد اكتشاف الأسلحة غير المنفجرة ظاهرة متكررة في كولونيا، التي تعرضت لقصف الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، لكن لم يتم تنفيذ أي عملية بهذا الحجم منذ نهاية الحرب، حسبما قالت المدينة.

تم تدمير معظم وسط مدينة كولونيا بواسطة غارات القصف التي شنتها قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية.

قالت سلطات المدينة في بيان: "يأمل جميع المعنيين في إتمام عملية نزع فتيل الحريق. ولن يتسنى ذلك إلا إذا غادر جميع المتضررين منازلهم أو أماكن عملهم مبكرًا وبقوا خارج منطقة الإخلاء منذ البداية".

وطلبت المدينة من السكان "الحفاظ على هدوئهم وإعداد أنفسهم" للإخلاء، وأوصت بزيارة الأصدقاء أو العائلة وتجنب أماكن العمل في المنطقة المغلقة.

وقال المسؤولون إنهم "لا يستطيعون تقديم أي توقعات موثوقة" حول المدة التي ستستغرقها العملية، وأضافوا أن المتخصصين لا يمكنهم البدء في نزع فتيل القنابل حتى يتم إخلاء المنطقة بأكملها.

سنخرجكم بالقوة إذا رفضتم الخروج من منازلكم!

وجاء في بيان للمدينة: "إذا رفضتم، فسوف نخرجكم من منازلكم - بالقوة إذا لزم الأمر - برفقة الشرطة".

وشنّت دول الحلفاء 262 غارة جوية على كولونيا خلال الحرب العالمية الثانية، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 20 ألفًا من سكانها وتدمير المدينة بالكامل. ودُمّرت جميع مباني المدينة القديمة تقريبًا، بالإضافة إلى 91 كنيسة من أصل 150 كنيسة في المدينة.

وقد جرت جهود إعادة إعمار ضخمة بعد الحرب، حيث أعيد بناء المدينة القديمة واستعادة المعالم الرئيسية.

وعمليات الإخلاء لا تزال تُجرى بانتظام عند العثور على ذخائر غير منفجرة. إذ اضطر حوالي 10,000 من السكان إلى مغادرة منازلهم في أكتوبر عندما عُثر على قنبلة أمريكية أخرى، وفي ديسمبر طُلب من 3,000 شخص الإخلاء.