في تصعيد جديد للمأساة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن الصدمة العميقة إزاء التقارير التي تفيد بمقتل وإصابة فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء من مراكز توزيع المساعدات. 
ومع استمرار الغارات الإسرائيلية، وتدهور الوضع الصحي في غزة، دعت الأمم المتحدة وأطباء بلا حدود إلى تحقيق مستقل ووقف فوري لإطلاق النار، محذرين من أن استخدام المساعدات كسلاح قد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية.

جوتيريش: لا يجب أن يموت الناس من أجل الطعام

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنه من غير المقبول أن يخاطر الفلسطينيون بحياتهم من أجل الغذاء، مضيفًا: نحن مصدومون من التقارير حول مقتل مدنيين أثناء سعيهم للحصول على مساعدات.
وطالب جوتيريش بتحقيق مستقل وشفاف لكشف ملابسات هذه الحوادث المروعة، مشددًا على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي.

ارتفاع مفزع للضحايا: أكثر من 54 ألف شهيد

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد شهداء العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 ارتفع إلى 54,470 شهيدًا، وأكثر من 124,693 مصابًا.

وخلال 24 ساعة فقط، سقط 52 شهيدًا و503 مصابين بنيران الاحتلال، بينهم عدد كبير أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء في رفح ومناطق أخرى جنوب القطاع.

المساعدات تتحول إلى مصيدة موت

قالت منظمة أطباء بلا حدود إن العشرات من الفلسطينيين قتلوا وأصيب المئات أثناء انتظارهم للحصول على الطعام في مراكز توزيع المساعدات المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأضافت المنظمة: النظام الجديد لتوزيع المساعدات يفتقر للإنسانية والفعالية، وتحول إلى أداة خطيرة، مؤكدة أن ما يحدث قد يشكل جريمة ضد الإنسانية.

كوارث صحية متفاقمة: نقص حاد في الأدوات والدماء

أكدت وزارة الصحة في غزة أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوات الجراحية والتجهيزات اللازمة لإنقاذ الأرواح. 
وفي ظل استمرار القصف، اضطر الطاقم الطبي في بعض المستشفيات، مثل أطباء بلا حدود، إلى التبرع بالدم بأنفسهم لعلاج الجرحى، مع قرب نفاد بنوك الدم بالكامل.

غارات إسرائيلية تواصل حصد الأرواح

أفادت وسائل إعلام عن مصادر طبية في مستشفيي المعمداني والشفاء أن 16 فلسطينيًا، بينهم 6 أطفال، استشهدوا في غارة استهدفت منزلاً في منطقة جباليا البلد شمال غزة.

وفي قصف آخر استهدف المنزل نفسه لاحقًا، ارتفع عدد الشهداء إلى 15، في استمرار لنمط استهداف المناطق السكنية المكتظة.

كارثة إنسانية بلا أفق للحل

في ظل تدهور غير مسبوق للوضع الإنساني والصحي في قطاع غزة، وغياب آليات حماية المدنيين، تتزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار الفوري وتسهيل دخول المساعدات بشكل آمن ومنظم. 
وتبقى الأرواح التي تُزهق من أجل الغذاء شاهداً مأساوياً على فشل المجتمع الدولي في حماية من يفترض أنهم تحت رعايته.