زار ​نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي​ الأعلى الشيخ علي الخطيب ​بلدة يونين​ في البقاع الشمالي، معزيًا عائلة زين الدين على فقيدها حسن محمد زين الدين، الذي قضى برصاصة عن طريق الخطأ أثناء قيامه بواجب الإصلاح بين أبناء العائلة الواحدة.

وفي لقاء في منزل محمد زين الدين، بحضور رئيس تكتل بعلبك الهرمل النيابي حسين الحاج حسن، اعرب الخطيب عن أسفه وحزنه للحادثة، معتبرًا أن ما جرى "يجب ألا يبرر بأنه من الحوادث الطبيعية التي تقع في كل مكان، بل يتطلب التنبيه للآثار الخطيرة التي تخلفها".

وثمّن الخطيب موقف عائلة زين الدين واصفًا إياه بـ"الشريف"، وقال إن هذا الموقف يعبر عن جوهر هذه العائلة التي تُعد ركنًا من أركان الطائفة، وعن ثقافة بلدة يونين التي أنجبت الكوادر والمثقفين والعلماء، مضيفًا أن "ما عبر عنه الحاج محمد زين الدين يعبر عنا جميعًا، عن تراثنا وثقافتنا التي ورثناها عن النبي وأئمتنا وعلمائنا وشهدائنا".

وأشار الخطيب إلى أن ما شهدته الانتخابات البلدية الأخيرة أظهر صورة مشرقة عن البيئة الوطنية والمقاومة، مؤكدًا أن "البعض يريد تشويه هذه الصورة ودفع الطائفة الشيعية للتخلي عن تاريخها وثقافتها، بينما أنتم تثبتون على المواقف الوطنية وتبذلون دماءكم حفاظًا على لبنان".

وأوضح أن "المشكلة في لبنان ليست طائفية، بل تتعلق بوجود الوطن أو زواله"، مؤكدًا أن الشيعة لم يكونوا طائفيين في تاريخهم، بل كانوا دومًا في قلب الأمة والوطن، وقدموا التضحيات دفاعًا عن وحدة لبنان في وجه العدو الإسرائيلي.

وحذر الخطيب من محاولات استغلال الوضع الخطير في البلاد لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة، مؤكدًا أن "السلاح ليس للداخل، بل لمواجهة العدو الإسرائيلي"، وداعيًا إلى الحد من مظاهر السلاح العشوائي ومنع تكرار الحوادث المؤلمة.

وختم مشيدًا بتضحيات أبناء المنطقة، وبدورهم التاريخي في دعم المقاومة، مؤكدًا أن "المقاومة هي مقاومة شعب، ومن يعتقد أنه قادر على إنهائها فهو واهم، لأنها متجذرة في بيئة شعبية ووطنية واسعة"، مشددًا على أن الأغلبية الساحقة من اللبنانيين متمسكة بخيار المقاومة، رغم ما يُرفع من شعارات طائفية مضللة.