نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إجراءات ترامب تُعرّض الولايات المتحدة لفقدان هيمنتها في العلوم والبحوث, اليوم الاثنين 2 يونيو 2025 03:22 صباحاً
مع سحب بساط الترحيب من الباحثين الواعدين من مختلف أنحاء العالم، أصبحت الولايات المتحدة معرّضة لخطر فقدان هيمنتها الطويلة الأمد في مجال العلوم.
وكانت بنغالور في الهند، لعقود، حاضنة للمواهب العلمية، وظلت ترسل حاملي شهادات الدكتوراه الجدد إلى جميع أنحاء العالم لإجراء أبحاث رائدة، وكل عام كان العديدون من هناك يتطلعون إلى مختبرات الولايات المتحدة.
ويقول الأستاذ في المركز الوطني للعلوم البيولوجية في بنغالور، راج لادر: «هؤلاء طلابنا ونريدهم أن يُبدعوا»، أما الآن فقد أدى الاضطراب السياسي في واشنطن إلى جفاف فرص العمل في ما يُطلق عليه البروفيسور لادر «أفضل بيئة بحثية في العالم»، وقرر البعض نقل مهاراته إلى أماكن أخرى، بما في ذلك النمسا واليابان وأستراليا، بينما اختار آخرون البقاء في الهند.
التفوق الأميركي
ومع رفض إدارة ترامب منح تأشيرات للطلاب الأجانب وطرد بعضهم، وخفض الإنفاق على البحث العلمي، يزداد قلق العلماء في الولايات المتحدة، ويحذرون من أن التفوق العالمي الذي تمتعت به الولايات المتحدة طويلاً في مجالات الصحة والأحياء والعلوم الفيزيائية، وغيرها من المجالات، قد يكون على وشك الزوال.
يقول أستاذ الفيزياء وعلوم البيانات في جامعة نيويورك، ديفيد دبليو هوغ، الذي يعمل عن كثب مع علماء فلك وخبراء آخرين حول العالم: «إذا استمرت الأمور على هذا المنوال، فإن العلم الأميركي سينهار»، وأضاف: «إذا أصبح من المستحيل العمل مع علماء غير أميركيين، فسيؤدي ذلك إلى استحالة إجراء أنواع الأبحاث التي أقوم بها».
إجراءات ترامب
لقد حدث انخفاض في الإنفاق البحثي، وهناك خطوات للحد من وجود الطلاب الأجانب من قبل إدارة ترامب بوتيرة مذهلة، وذهبت الإدارة إلى حد منع أي طلاب دوليين من الالتحاق بجامعة هارفارد، وتم إنهاء أو إيقاف منح بحثية للجامعة تزيد قيمتها على ثلاثة مليارات دولار.
وفي جامعة جونز هوبكنز، معقل البحث العلمي، أعلن المسؤولون تسريح أكثر من 2000 شخص بعد خسارة 800 مليون دولار من المنح الحكومية، وأظهر تحليل أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» أن المؤسسة الوطنية للعلوم، وهي أبرز وكالة تمويل عالمية في مجال العلوم الفيزيائية، تُقدّم تمويلات لمنح جديدة بأبطأ وتيرة لها منذ عام 1990 على الأقل.
معاناة البحث العلمي
لا يقتصر الأمر على فقدان المجتمع العلمي الأميركي نفوذه أو هيبته فحسب، إذ يحذّر أستاذ الأحياء والفيزياء في ألمانيا، ديرك بروكمان، من وجود تداعيات أوسع نطاقاً بكثير.
ويقول إن تقبّل المخاطرة وقفزات الإلهام التي تبدو جنونية والمتأصلة في المواقف الأميركية، تُسهم في خلق بيئة بحثية لا مثيل لها في أي مكان آخر، وكانت النتيجة عقوداً من الابتكار والنمو الاقتصادي والتقدّم العسكري.
ويضيف البروفيسور بروكمان الذي درّس سابقاً في جامعة نورث وسترن: «هناك شيء عميق جداً في الثقافة يجعل هذه التجربة مميزة للغاية، إنها أشبه بعنصر سحري».
ويعتقد علماء أن بعض المواهب الدولية التي أسهمت طويلاً في دفع عجلة البحث الأميركي قد تستقر في مكان آخر، كما بدأت حكومات أخرى، من فرنسا إلى أستراليا، بالتقرب علناً من العلماء الأميركيين.
ونظراً إلى ريادة الولايات المتحدة في هذا المجال لفترة طويلة، فإن هناك قلقاً عميقاً من أن البحث العلمي سيعاني عالمياً.
ويقول مدير قسم المسرّعات في مركز ديسي للأبحاث في ألمانيا، ويم ليمانز، وهو أيضاً أستاذ في جامعة هامبورغ: «في مجالات عدة، تُعدّ الولايات المتحدة الشريك الأساسي بلاشك»، ويضيف ليمانز، وهو مواطن أميركي وبلجيكي أمضى 34 عاماً في الولايات المتحدة، أنه في مجالات مثل البحث الطبي ومراقبة المناخ، ستواجه بقية العالم صعوبة في تعويض فقدان القيادة الأميركية في هذا الحقل.
العلم والحدود غير المتناهية
في عام 1945، أصدر المستشار العلمي الرئاسي، فانيفار بوش، مخططاً تاريخياً للعلوم في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وعُرف هذا المخطط بـ«العلم والحدود غير المتناهية»، وكان من بين حججه أن البلاد ستستفيد أكثر من خلال مشاركة المعلومات، بما في ذلك استقدام علماء أجانب حتى لو غادروا يوماً ما، بدلاً من محاولة حماية الاكتشافات التي ستُكتشف في أماكن أخرى على أي حال.
وأكد مستشار التكنولوجيا الدولي بالبيت الأبيض في عهد الرئيس جو بايدن، كول دونوفان، أن المخطط أسهم في تعزيز الهيمنة العلمية للولايات المتحدة بعد الحرب، وأضاف: «ينبع جزء كبير من قوة الولايات المتحدة ونفوذها من تفوقنا العلمي والتكنولوجي».
وكان البروفيسور بروكمان الذي يدرّس الأنظمة المعقدة في جامعة دريسدن للتكنولوجيا، يخطط للعودة إلى جامعة نورث وسترن لإلقاء محاضرة رئيسة في يونيو، كما كان من المقرر أن تكون هذه المحاضرة جزءاً من رحلة عائلية له إلى الولايات المتحدة، إذ عاش أبناؤه سابقاً في إيفانستون - إلينوي، حيث درّس في الجامعة من عام 2008 إلى 2013، لكنه ألغى المحاضرة بعد أن أصدرت وزارة الخارجية توجيهات جديدة بشأن السفر إلى الولايات المتحدة عقب احتجاز سياح ألمان على الحدود الأميركية، وقال إن هذا التحذير «كان بمثابة إشارة لي، فأنا لا أشعر بالأمان». عن «نيويورك تايمز»
البديل الدولي للولايات المتحدة
الإدارة الأميركية منعت قبول أي طالب أجنبي في «هارفارد». رويترز
يرى مستشار التكنولوجيا الدولي بالبيت الأبيض في عهد الرئيس جو بايدن، كول دونوفان، أنه من السابق لأوانه الجزم إن كانت أوروبا، مثلاً، أو الصين، قادرة على تولي دور قيادي دولي في مجال العلوم، أما الأستاذ في المركز الوطني للعلوم البيولوجية في بنغالور، راج لادر، فيرى أن أوروبا سدّت حتى الآن بعض الثغرات في توظيف الخريجين، وقال: «أصبحت النمسا وجهة واعدة للعديد من طلابنا».
وفي بنغالور في الهند، قالت طالبة دراسات عليا تنتظر مناقشة أطروحتها للدكتوراه في مجال إشارات الخلايا والسرطان، إنه يُعتقد على نطاق واسع في الهند أن المختبرات الأميركية لن توظف عدداً كبيراً من الطلاب الدوليين العام الجاري.
وأضافت الطالبة، التي طلبت عدم الكشف عن اسمها، لأنها لاتزال تخطط للتقدم لوظائف في الولايات المتحدة ولا تريد أن تضر بفرصها، أن هذا دفع العديد من زملائها إلى البحث عن وظائف في أماكن أخرى، ولفتت إلى أن المجتمع العلمي الأميركي يحظى باحترام وتقدير كبيرين في الخارج منذ فترة طويلة، وأن «من المحزن أن نرى هذا البطل يتراجع عن مكانته»، بحسب قولها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق