نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد فوز باريس سان جيرمان.. العاصمة الفرنسية خارج السيطرة واعتقال العشرات, اليوم الأحد 1 يونيو 2025 10:51 صباحاً
تحوّلت شوارع باريس إلى نهر من البشر، احتفالا بفوز باريس سان جيرمان، بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، خيث جاء التتويج بعد سحق منافسه الإيطالي إنتر ميلان بنتيجة قاسية (5-0) في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب "أليانز أرينا" في ميونيخ، لتنطلق على إثر صافرة النهاية احتفالاتٌ صاخبةٌ عمّت أرجاء المدينة، تخللها هتافاتٌ مدوية، وألعاب نارية، ومشاعر غامرة بإنهاء سنوات الانتظار وخيبة الأمل.
شارع الشانزليزيه.. قلب الاحتفالات النابض
تحوّل شارع الشانزليزيه الشهير، الذي يضم أرقى المتاجر العالمية، إلى مسرحٍ رئيسي للابتهاج الجماعي. تدفق آلاف المشجعين، مرتدين قمصان النادي وهم يلوحون بالأوشحة على الرصيف والطرقات، وخرجت حشود من نوافذ السيارات المتنقلة وهي تصرخ ابتهاجاً باللقب القاري، بينما ملأت أصوات الترانيم الخاصة بالفريق وزغاريد الفرح الأجواء. لم تكن المشاعر محصورةً بالشانزليزيه وحده، فقد احتشدت الجماهير أيضاً في شارع ريفولي الأنيق الذي يمر بمتحف اللوفر، مخلّفةً لوحةً بشريةً تعبّر عن فرحةٍ جماعية نادرة حسب صحيفة “الشرق الأوسط".
بارك دي برينس.. صالة العرس والهتافات العالية
داخل معقل الفريق، استاد بارك دي برينس، تحوّل الملعب إلى منطقة جماهيرية عملاقة، شهدت لحظةً أسطورية، مع تثبيت شاشات عملاقة في منتصف الملعب، تابع 48 ألف مشجعٍ المباراة بقلوبٍ معلّقة، لتنفجر عند صافرة النهاية صيحاتٌ عاليةٌ من البهجة والانعتاق.
ووصف جيل جايو، أحد الحاضرين في الاستاد، المشهد بقوله: "نشوة عارمة، وأجواء جنونية، هذا عوّض الانتظار وسنوات من خيبة الأمل. أخيراً، نالت باريس وجماهيرها المكافأة". كانت كلماته تعبيراً صادقاً عن مشاعر جيلٍ كاملٍ من المشجعين عانى من قربان الوصول دون التتويج، خاصة بعد الخسارة المؤلمة في نهائي 2020 أمام بايرن ميونيخ (0-1). وفق تقرير لصحيفة الشرق الأوسط.
برج إيفل يضيء بألوان المجد
أُضيء برج إيفل، أيقونة المدينة العالمية، بألوان باريس سان جيرمان الزرقاء والحمراء المتلألئة، معلناً للعالم بأسره أن باريس هي "عاصمة أوروبا لكرة القدم هذه الليلة"، كما غرّد الرئيس الفرنسي لاحقاً، و كانت الإضاءة رمزاً قوياً لانتصار لم يخص النادي وحده، بل أصبح مصدر فخر للمدينة والبلاد بأسرها.
تدابير أمنية مشدّدة وتحديات في السيطرة
نشرت السلطات الفرنسية حوالي 5400 شرطي وعنصر أمن في شوارع باريس، خاصةً في المناطق المتوقع ازدحامها كالشانزليزيه ومحيط الاستاد، ومع سيطرة الفرحة على الغالبية العظمى، شهدت بعض النقاط مواجهاتٍ محدودة.
و استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل في شارع الشانزليزيه لتفريق تجمّعاتٍ خرجت عن السيطرة، فيما وأفاد متحدثٌ باسم الشرطة بحرق سيارة واحدة بالقرب من ملعب بارك دي برينس، واعتقال عشرات الأشخاص تزامناً مع نهاية المباراة.
و وسط هذه الأجواء، وجه عثمان ديمبلي، صانع ألعاب الفريق، نداءً للمشجعين من على شاشة قناة "كانال بلس": "دعونا نحتفل بهذا، ولكن لا نمزق كل شيء في باريس"، داعياً إلى ابتهاج مسؤولٍ يحافظ على روح الإنجاز.
أصوات الجماهير.. من الأحلام إلى واقع المجد
في خضمّ الزحام والفرحة، غرد المشجعون ليعبروا عن مشاعرهم بفرحة فوز فريقهم: أمين (18 عاماً): "لم أكن لأحلم بليلة أفضل. دعونا نفكر في مبابي!"، في إشارةٍ واضحة إلى نجم الفريق السابق كيليان مبابي الذي غادر إلى ريال مدريد العام الماضي سعياً وراء هذا اللقب القاري.
فرنسيس دولير، مشجع آخر، ركّز على البطلين المباشرين: "ما فعله دوي الليلة كان جنونياً، لكن كل هذا بفضل لويس إنريكي. لقد جاء الرجل وغير كل شيء". كان الثناء واضحاً على ديزريه دوي، هدّاف المباراة بصيده لهدفين، وعلى المدرب الإسباني لويس إنريكي، مهندس هذا الإنجاز.
ردود فعل رسمية.. فخر رئاسي واستقبال في الإليزيه
غرّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المعروف بتشجيعه المتحمّس لمنافس باريس، أولمبيك مرسيليا، قائلاً: "يوم مجيد لباريس سان جيرمان! أحسنتم، كلنا فخورون. باريس عاصمة أوروبا هذا المساء".
وأعلن مكتب الرئاسة أن الرئيس سيستقبل أبطال الفريق في قصر الإليزيه يوم الأحد تقديراً لإنجازهم التاريخي. ومن المتوقع أن يخوض الفريق غمار احتفال جماهيري ضخم آخر بجولة في شارع الشانزليزيه، ليتشارك الأبطال فرحتهم مباشرةً مع القاعدة الجماهيرية الصفراوية.
مباراة السيطرة والإنجاز التاريخي
على أرضية ميونيخ، قدّم باريس سان جيرمان عرضاً ساحقاً لا ينسى. سُجلت الأهداف الخمسة في الدقائق (12، 20، 63، 73، 87)، حيث أشرف حكيمي الذي فتح النتيجة مبكراً، وديزريه دوي الذي وسّع الفارق، وخفيتشا كفاراتسخيليا الذي عزّز السيطرة، وديزريه دوي حين سجّل هدفه الثاني، وأخيرا سيني مايولو الذي وضع النقطة فوق الحرف في الدقائق الأخيرة.
بهذا الفوز العريض، انتزع العملاق الفرنسي لقب النسخة السبعين من الكأس ذات الأذنين، ليكسر أخيراً "لعنة" النهائيات بعد الخسارة أمام بايرن، ويعوّض عن خروجٍ وشيكٍ من دور المجموعات في بداية الموسم الحالي. ويصبح سان جيرمان ثاني فريقٍ فرنسيٍ يحقق اللقب القاري بعد غريمه التقليدي أولمبيك مارسيليا الذي حقق الإنجاز الوحيد للكرة الفرنسية عام 1993.
إنريكي: الساحر الإسباني يعيد كتابة التاريخ
رفع المدرب الإسباني المخضرم، لويس إنريكي، كأس دوري الأبطال للمرة الثانية في مسيرته الحافلة، بعد أن قاد برشلونة للتتويج قبل عشر سنوات (2015) بالفوز على يوفنتوس (3-1). جاء تتويجه مع باريس تتويجاً لمسيرة تحوّلٍ قادها منذ توليه المسؤولية، غيّر خلالها فلسفة الفريق وأسلوبه، وحقّق الحلم الذي طالما سعى إليه ملاك النادي القطريون منذ استحواذهم عليه.
في المقابل، كانت ليلة كئيبة للعملاق الإيطالي إنتر ميلان، الذي فرّط في فرصة الفوز باللقب للمرة الرابعة في تاريخه (بعد 1964، 1965، 2010). وبهذه الخسارة الثقيلة، سجّل النادي ميلانيزي خسارته الرابعة في نهائي البطولة (بعد 1967، 1972، 2023). وأكمل مدربه سيموني إنزاغي موسماً خالياً من الألقاب المحلية والقارية، بعد خسارة الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي، وخسارته الثانية في نهائي دوري الأبطال بعد الهزيمة من مانشستر سيتي (0-1) قبل عامين.
0 تعليق