وسط انقطاع تام للمرافق الأساسية، وانهيار شبه كامل في الخدمات العامة، كشفت الأوضاع المتردية في مدينة لودر، التي يُطلق عليها زورًا وبهتانًا "عاصمة محافظة لحج"، عن مشهد موجع يختصر حالة الإهمال والحرمان الذي تعاني منه المدينة منذ سنوات.

في ساعات الليل المتأخرة، وفي ظل حرارة جوية خانقة، اصطفت نساء المدينة أمام أماكن بيع الثلج في طوابير طويلة، لا لطلب رفاهية أو ترف، بل فقط لتخفيف معاناة أطفالهن من لهيب الحرّ الذي لا يُطاق، وسط انعدام تام للتيار الكهربائي والمياه الصالحة للشرب.

المأساة لا تكمن فقط في هذا المشهد الإنساني المؤلم، بل أيضًا في الغياب الكامل للمسؤولية، والصمت الرسمي المخزي من قبل الجهات المعنية، التي لم تعد تحسب لكرامة المواطن وزنًا، ولا تملك حتى الشعور بالحياء من استمرار هذه المهزلة.

الراتب مقطوع منذ أشهر، والخدمات الصحية والتعليمية في حضيض الانهيار، والبنية التحتية معدومة تقريبًا، ومع ذلك يبقى من بيدهم القرار صامتين، غير آبهين لندوب الجوع والتعب المرسومة على وجوه النساء والأطفال.

وأمسى سكان المدينة يتساءلون: إلى متى سنظل ضحية الإهمال والتهميش؟ ومن يحمل هؤلاء المسؤولين على عاتقه واجبهم الإنساني والوطني قبل أن يكون الوظيفي؟