حذّر الإعلامي المعروف ياسر اليافعي من أن الخطر الحقيقي الذي يهدد مستقبل اليمن لا يكمن فقط في التحديات المعيشية والخدمية الراهنة، مثل أزمة انقطاع الكهرباء المستمر، بل في ما وصفه بـ"تجهيل الأجيال وتعميم الفوضى ونشر ثقافة التخلف في المجتمع"، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تمثل تهديدًا وجوديًا للوطن ومستقبله.

وأكد اليافعي خلال تصريحات إعلامية حديثة أن أزمة الكهرباء، رغم حدتها وتأثيرها السلبي على الحياة اليومية للمواطنين، قابلة للحل من خلال توفير الوقود وإدخال مولدات إضافية لتعزيز الشبكة الوطنية. لكنه سلط الضوء على قضية أكثر عمقًا وأشد تأثيرًا، وهي ما وصفه بـ"الجريمة بحق المستقبل"، والمتمثلة في تهميش التعليم، وتراجع جودته، وانتشار الأمية الفكرية بين الشباب.

وقال اليافعي: "في الوقت الذي يتجه فيه شباب العالم نحو العلم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لبناء أوطانهم، نحن ندفع بأجيالنا نحو الهاوية". ورسم صورة قاتمة عن الوضع الراهن في البلاد، مؤكدًا أن "جيل الأمس منهار نفسيًا، وجيل اليوم يُدفع نحو الجهل والضياع".

واعتبر أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى انهيار شامل لا يمكن تداركه، داعيًا الجهات المعنية، من حكومات ومؤسسات تعليمية ومنظمات مجتمع مدني، إلى التحرك العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال الاستثمار الحقيقي في التعليم، ودعم الوعي المجتمعي، ومحاربة كل أشكال الجهل والفساد المعرفي.

واختتم اليافعي تحذيره بالقول: "نحن لا نواجه أزمة... بل نسير نحو كارثة كبرى"، في إشارة إلى خطورة الإهمال المتراكم في ملف التعليم وجودة المخرجات التعليمية، وما يترتب على ذلك من آثار سلبية على بنية المجتمع ومستقبل الدولة.

وتُعد تصريحات اليافعي انعكاسًا لقلق متزايد لدى كثير من المراقبين والمثقفين اليمنيين بشأن مستقبل الأجيال القادمة، في ظل غياب رؤية واضحة للنهوض بقطاع التعليم، وتفاقم معدلات الهدر المدرسي، وانتشار العنف وخطاب التطرف بين فئة الشباب.