أطلق عدد من النشطاء المدنيين والمجتمعيين في العاصمة عدن، اليوم الثلاثاء، نداءً عاجلاً لأبناء المدينة، داعين إلى تنفيذ عصيان مدني سلمي يوم الإثنين الموافق 26 مايو 2025 ، وذلك احتجاجاً على الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها أهالي المدينة، وحرمانهم من أبسط الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والصحة والتعليم.

وجاء هذا النداء كرد فعل طبيعي على قرار سابق أصدرته إدارة الأمن في عدن بمنع التجمعات والمظاهرات السلمية حتى إشعار آخر، وهو ما اعتبره النشطاء تضييقاً على حق التعبير السلمي المكفول دستورياً وقانونياً، مؤكدين أن العصيان المدني هو وسيلة مشروعة للتعبير عن الرأي وممارسة الضغط السلمي لإسماع صوت المواطنين.

وأوضح منسقو الحملة أن هدف العصيان يتمثل في شل الحركة العامة في المدينة من خلال التزام المواطنين منازلهم، والتوقف عن العمل في المؤسسات الحكومية والخاصة والأسواق التجارية، باستثناء المرافق الحيوية ذات الطابع الإنساني مثل المستشفيات والمراكز الصحية، وذلك بهدف إيصال رسالة واضحة للمسؤولين ولصناع القرار بالضرورة الملحة لتوفير الخدمات الأساسية وتحسين ظروف المعيشة للمواطنين.

ودعا النشطاء في بيانهم جميع فئات المجتمع، وخاصة المتعلمين، والنخب الثقافية، والشباب الواعي ، إلى المشاركة الفاعلة في هذه الخطوة، والعمل على نشر النداء عبر منصات التواصل الاجتماعي ومناشير المجتمع المحلي، لتوسيع نطاق المشاركة ورفع صوت عدن عالياً يطالب بحقوقها المشروعة في الحياة الكريمة.

ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد الغضب الشعبي في أوساط المواطنين بسبب استمرار انقطاع الكهرباء والمياه لساعات طويلة، وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية، وانتشار الفوضى الأمنية في بعض المناطق، وغياب خطط التنمية والاستجابة الإنسانية من قبل الجهات المعنية.

وأكدت المصادر المحلية أن الدعوات لمقاطعة الأسواق والمؤسسات بدأت تظهر بشكل لافت على منصات التواصل الاجتماعي، في ظل حالة الاستياء المتزايدة بين المواطنين، مما يشير إلى احتمالية تحقيق الدعوة زخماً شعبياً كبيراً في حال استمرار تجاهل المطالب.