ي تعبير صارخ عن حالة الغضب والاحتقان الشعبي المتزايدة، طالب مواطنون في العاصمة اليمنية صنعاء، التي تخضع لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية، عناصر المليشيا بالذهاب إلى الجبهات والسعي وراء "الجنة" التي تروّج لها المليشيا منذ سنوات، بدل مواصلة استنزاف الشعب وفرض الويلات عليهم.

وقال عدد من المواطنين في تصريحات رصدها ناشطون محليون: "نحن نحبكم ونريد لكم الجنة، ونريد أن نراكم تأكلون من القماعة مثلنا، بدلاً من أن تواصلوا تدمير حياتنا وأنتم في منازلكم آمنين".
وأثارت هذه التصريحات جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر كثيرون عن تأييدهم لما وصفوه بـ"الصوت الحر لشعب مُنهَك"، فيما رأى آخرون أن هذا النوع من النقد المباشر للمليشيات قد يتعرض لقمع شديد من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين.

وربط المواطنون بين المعاناة اليومية التي يعيشونها من انعدام الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والمستلزمات الطبية، وبين الحياة المرفهة التي يعيشها قادة المليشيا وعناصرها في مناطق سيطرتهم. مشيرين إلى أن الحوثيين يصدرون خطاباً دعائياً يومياً حول الفداء والتضحية وزعمهم الجهاد في سبيل الله، بينما هم بعيدون عن الجبهات ويتركون المدنيين يدفعون ثمن الحرب والدمار.

وتعكس هذه الرسالة حالة الإحباط والغضب الشعبي المتزايد داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث يعاني السكان من ظروف معيشية قاسية وتدهور حاد في الاقتصاد وانهيار العملة المحلية، إضافة إلى تردي القطاعات الخدمية والصحية بشكل غير مسبوق.

ويتهم سكان محليون المليشيا الحوثية بتجاهل معاناتهم الإنسانية، وتحويل البلاد إلى دولة فاشلة تحت سيطرة أمراء الحرب، كما تتهم جهات محلية ودولية الجماعة بتكديس الثروات وتمويل الحرب عبر فرض الضرائب الجائرة وتجنيد الأطفال واستغلال الوضع الإنساني لمزيد من المكاسب السياسية.

في المقابل، لم تصدر أي ردود فعل رسمية من جانب المليشيا الحوثية حول تلك التصريحات، لكن من المنتظر أن تواجه مثل هذه الأصوات بمزيد من القمع والاعتقالات التي اعتادتها الجماعة ضد كل من يخالف خطابها أو ينتقد سياستها.