إيرباص: الإمارات ركيزة تصنيع وتطوير إقليمي

sky news arabia 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيرباص: الإمارات ركيزة تصنيع وتطوير إقليمي, اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 06:25 صباحاً

في مشهد يختزل طموحات دولة الإمارات الصناعية، انطلقت الدورة الرابعة من معرض "اصنع في الإمارات" في أبوظبي، لتشكل حدثاً نوعياً في مسار بناء اقتصاد قائم على التصنيع المتقدم والتكنولوجيا العالية.

المنصة، التي تُعد الأضخم منذ انطلاق المبادرة، لم تكتفِ بعرض مشاريع ناشئة أو ابتكارات محلية فحسب، بل كرّست مفهوماً أعمق: تحوُّل الإمارات إلى مركز دولي لتكامل الصناعات الحديثة وربطها بسلاسل التوريد العالمية.

ووسط مشاركة غير مسبوقة من كبرى الشركات العالمية والمستثمرين والخبراء، كان الإعلان الأبرز في أروقة المعرض هو التعاون الاستراتيجي بين شركة "إيرباص" العالمية وشركة "ستراتا" الإماراتية لصناعة مكونات طائرة A350 داخل الدولة، في خطوة تعكس ليس فقط نضج القدرات الصناعية الإماراتية، بل أيضاً استعدادها للاندماج الكامل في السوق العالمية.

شراكة Airbus – Strata: من التصنيع المحلي إلى التصدير العالمي

في تصريحات حصرية لسكاي نيوز عربية، قال غابرييل سيميلاس، رئيس شركة Airbus في إفريقيا والشرق الأوسط، إن الشركة تعتبر مشاركتها في نسخة هذا العام من "اصنع في الإمارات" محطة نوعية، رغم كونها الأولى لها.

وأوضح أن مكوناً رئيسياً من طائرة A350، وهو الرفرف الداخلي، يتم تصنيعه بالكامل في مدينة العين بواسطة شركة ستراتا، مؤكداً أن "كل طائرة عريضة البدن من إنتاج إيرباص تتضمن مكوناً مصنوعاً في الإمارات".

تصريح سيميلاس لم يكن فقط تأكيداً على جودة التصنيع الإماراتي، بل كان رسالة واضحة إلى أسواق الطيران الدولية بأن أبوظبي لم تعد مجرد محطة توزيع، بل باتت شريكاً منتجاً في قلب الصناعات العالمية المتقدمة. هذه الشراكة، التي تمتد لأكثر من 17 عاماً، تشكل نموذجاً حياً لسياسة "توطين القيمة الصناعية" التي تنتهجها الإمارات.

نقل المعرفة كرافعة اقتصادية

واحدة من أبرز ملامح تصريحات سيميلاس كانت الإشارة إلى البعد المعرفي في العلاقة بين Airbus والإمارات. فهو يرى أن الدور الحقيقي للشركة لا يقتصر على بيع الطائرات، بل يمتد لتقديم المشورة والتدريب ونقل المعرفة إلى الكيانات المحلية.

وقال: "نحن نؤمن أن توفير هذه المعرفة يساهم مباشرة في خلق فرص عمل وزيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي".

وهنا، تبرز أهمية البرنامج الوطني "300 مليار" الذي أطلقته الدولة، والذي وصفه سيميلاس بـ"الحافز الحيوي" لتعزيز النظام البيئي الصناعي المحلي. هذا البرنامج يُعدّ أداة استراتيجية تهدف إلى جعل القطاع الصناعي أحد أبرز محركات النمو والتنويع الاقتصادي في الإمارات، وهو ما تنظر إليه Airbus باعتباره فرصة استثمارية كبرى لتوسيع قاعدة الموردين والمصنعين المحليين.

منظومة طيران متكاملة من الإمارات إلى العالم

لم تتوقف تصريحات سيميلاس عند حدود مشروع ستراتا، بل امتدت لتشمل مشروعاً جديداً مع مجموعة "توازن" لتصنيع مكوّن حيوي في طائرات C295، يُعرف بخزان إزالة مقصورة الشحن (CCRT).

المشروع، الذي يتم تصنيعه محلياً، يُستخدم في إعادة التزود بالوقود جواً ويوفر مدى نقل إضافي للطائرة، وهو مخصص للتصدير وليس فقط للأسطول الإماراتي.

يُعد هذا المشروع نموذجاً حقيقياً على كيفية تحول الإمارات من مستورد للتكنولوجيا إلى مركز إنتاج عالمي مخصص للتصدير، ما ينسجم مع طموحاتها الاستراتيجية بأن تصبح منصة تصنيع متكاملة للطيران المدني والعسكري في المنطقة.

فرص نمو هائلة وسط تحديات ما بعد الجائحة

من بين الرسائل القوية التي بعث بها رئيس Airbus، تسليطه الضوء على الحاجة إلى تنويع سلسلة التوريد العالمية في أعقاب اضطرابات كوفيد-19.

وأشار إلى أن وجود موردين بديلين، مثل الإمارات، لا يخدم فقط مصالح Airbus بل يُمثل رصيداً استراتيجياً للدول المُضيفة.

وبلغة الأرقام، توقع سيميلاس أن تحتاج المنطقة في السنوات العشرين القادمة إلى نحو 3,700 طائرة، منها 42 بالمئة طائرات عريضة البدن. وهذا الطلب المتزايد يشكل حافزاً ضخماً للإمارات لتوسيع قدراتها الإنتاجية، وتكثيف جهودها للانضمام كمورد من المستوى الأول في سلاسل التوريد العالمية.

الإمارات تصنع المستقبل بأيديها

في قلب أبوظبي، حيث تتلاقى الاستراتيجيات مع الابتكارات، لم يكن معرض "اصنع في الإمارات" حدثاً عادياً. بل كان إعلاناً صريحاً عن دخول الدولة نادي الصناعات العالمية المتقدمة بثقة وتخطيط بعيد المدى. تصريحات غابرييل سيميلاس، والاتفاقيات المُبرمة مع روّاد الطيران العالمي، لم تعكس مجرد تعاون، بل رسّخت موقع الإمارات كقاعدة صناعية تنافسية ومصدّر موثوق.

ومع استمرار الدولة في احتضان التكنولوجيا ونقل المعرفة وبناء الكفاءات المحلية، يبدو أن الطريق نحو ريادة الصناعة العالمية بات أقرب من أي وقت مضى.

"اصنع في الإمارات" لم يعد شعاراً طموحاً، بل واقعاً يتجلى في كل مكون طيران يصنع هنا ليحلق في سماء العالم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق