نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جيش بلا سلاح.. الممرضون في يومهم العالمي, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 10:48 مساءً
في الثاني عشر من مايو من كل عام، يحتفل العالم بيوم التمريض العالمي، اليوم الذي يُكرّم فيه أولئك الذين لا تُعرف أسماؤهم في كثير من الأحيان، لكن أثرهم لا يُنسى. هم الجنود المجهولون، الأبطال الذين يعملون بصمت في أروقة المستشفيات، في الليل والنهار، في الفرح والحزن، ليكونوا سنداً للمرضى وبلسماً لجراحهم. مهنة التمريض ليست مجرد مهنة، بل رسالة إنسانية عميقة تتجلى في العطاء، الرحمة، والصبر.
في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، تقول حلا فريجي، ممرضة في قسم أمراض الدم وأورام الأطفال: "التمريض ليس فقط إعطاء أدوية أو متابعة حالة، بل هو حب وعطاء وراحة نفسية للمريض ودعمه في كل ظروفه". وتتابع: "هي ليست فقط مهنة، بل رسالة، مليئة بالإنسانية والتضحية".
وترى فريجي أن الممرضة تبقى إلى جانب المريض بعد أن يخرج الطبيب من الغرفة، فتطمئنه وتشرح له ما يحدث وما هي الإجراءات القادمة. تضيف: "نحن مع المريض خطوة بخطوة، في السعادة والحزن. نحن لا نكذب عليه، لكن نخفف عنه الحقيقة بطريقة لا تؤذيه ولا تخيفه، خصوصاً الأطفال".
وعن تعاملها مع الأطفال، تقول: "أحياناً أخبر الطفل أن هناك وخزا صغيرا وسيختفي فورا. لا أخدعه، بل أواسيه. الأطفال يخافون كثيرًا، وهنا يأتي أصعب دور لنا".
تحديات شاقة وساعات طويلة بلا راحة
من جانبه، يصف أحمد عبد الكريم المصري، مسؤول تمريض في قسم الأمراض الباطنية، مهنة التمريض بأنها "شاقة على الصعيدين البدني والنفسي".
ويوضح في حديثه لـ"الصباح" على "سكاي نيوز عربية": "نعمل لساعات طويلة، تصل إلى 12 ساعة دون راحة، من مريض إلى آخر، دون وقت حتى لتناول الطعام".
ويضيف المصري: "تمر أيام كثيرة نشعر فيها أننا لم نأخذ نفسًا، ومع ذلك نستمر لأننا نعلم أن وجودنا يصنع فرقًا حقيقيًا في حياة المرضى".
لمسات إنسانية تصنع الفرق
تسرد فريجي موقفًا أثر في حياتها المهنية: "كانت هناك مريضة مراهقة ترفض أخذ علاج معين، فجلست معها وشرحت لها أهمية الدواء بطريقة مبسطة، ومزحت معها حتى اقتنعت وأخذت العلاج، حينها احتضنتني والدتها وشكرتني بحرارة. هذا الموقف لا يمكن أن أنساه أبدًا".
ويؤكد المصري أن أكثر ما أثر فيه خلال عمله كان مع مرضى الأورام: "كنا نحاول دعمهم نفسيًا بالكلمة الطيبة والابتسامة. كنا نحاول تشتيت تفكيرهم بأي طريقة ممكنة ليبقوا متفائلين".
ويتابع: "نحن لا نتعامل مع المريض كحالة صحية فقط، بل نصبح جزءًا من عائلته. نبكي معهم، نضحك معهم، نشاركهم الألم وكأنهم من أهلنا".
التمريض ليس حكرا على النساء
وحول الصورة النمطية بأن التمريض مهنة أنثوية، يقول المصري: "صحيح أن النظرة القديمة كانت كذلك، لكن اليوم هناك إقبال متزايد من الشباب على هذه المهنة، لما فيها من قيمة إنسانية عالية".
ويضيف: "المرضى لا يفضلون الممرضة أو الممرض بناءً على الجنس، بل بناءً على قدرتهم على تقديم الراحة والدعم بطريقة إنسانية".
الذكاء الاصطناعي لا يحل محل الإنسان
وفي ظل الحديث عن تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أكدت فريجي أن "الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل المشاعر واللمسة الإنسانية"، مشيرة إلى أن "ما يقدمه الممرض من تعاطف ودفء لا يمكن استبداله بأي تقنية".
أما المصري، فرأى أن مواكبة التكنولوجيا أمر مهم، لكن "تبقى المشاعر هي الأساس في التعامل مع المرضى"، مؤكداً أن "التمريض نابع من الداخل، من إنسانيتنا".
رسالة إلى المجتمع
وفي ختام حديثهما، وجهت فريجي رسالة للمجتمع قائلة: "التمريض ليس فقط تنفيذًا لأوامر الأطباء، بل هو مهنة مليئة بالإنسانية والتضحية. هو العمود الفقري للمنشآت الصحية في كل العالم".
ويؤيدها المصري، قائلاً: "من أهم الدروس التي علمتني إياها هذه المهنة هي الصبر والاستماع. أحيانًا المريض لا يحتاج إلى حل لمشكلته، بل فقط من يستمع إليه بصمت".
0 تعليق